في ظل الكوارث البيئية التي يعاني منها العراق والعراقيون .تظل مشكلة التغيرات المناخية ومناخ كوكب الارض من المشاكل التي لايعيرها المواطن العراقي بعضا من اهتمامه لان مايعاني منه الان وليس بعد خمسون عاما هو أمّر وأفظع و يحتاج من الجميع الالتفات اليه والبدء في اتخاذ الخطوات العاجلة والفورية لمعالجته ..هذه المشاكل ربما حتى لايلتفت اليها الكثير من الصحفيون في مقالاتهم وليس هناك توعية بالاحداث العالمية وينطبق علينا المثل الذي يقول "اللي فيني مكفيني " وعلى الرغم من ان التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الجو لها تداعيات اكثر من محسوسة في العراق كما انها تشكل جزءا كبيرا من المشاكل التي يعاني منها المواطن العر اقي والتي بدأ يلمسها ويشعر به لا بل و تؤثر على حياته ونمط معيشته.. ابتداءا من العواصف الرملية المتكررة الى الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة مرورا بالتصحر والجفاف وانخفاض مناسيب مياه الانهر وطول فترة الصيف وقلة الامطار وقلة الحاصل الزراعي ..الا انه ليس هنالك من برنامج مدروس تتخذه الحكومة متمثلة بوازارت البيئة والتربية والتعليم العالي والصحة و بالتعاون مع المؤسسات العلمية والمنظمات المدنية كي تعمل وتنسق من اجل اتخاذ خطوات فعالة في التخفيف من اثار هذه المشكلة الكبيرة ومن اهم هذه الخطوات هي تعريف المواطن بماهية هذه التغيرات ودوره الذي يجب ان يمارسه بالتعاون مع الحكومة للحد منها..وغيرها من النصائح والارشادات في اهمية الترشيد في مجال الاستهلاك بكافة انواعه ..رغم ان هناك من يقول ساخرا ان الدولة تعمد الى الترشيد من خلال قطع التيار الكهربائي ومياه الشرب لساعات طويلة في اليوم ..الا ان القضية ليست قضية منع وصول التيار الكهربائي الى المواطنين او قطعه عنهم بهذه الطريقة ومهما كانت الاسباب ..ان المسألة تتضمن الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية بصورة عامة من اجل تخفيف الانبعاثات الغازية وتقليلها هذه الغازات التي تسبب ارتفاع درجة حرارة المناخ..
لكن مانجده في العراق ان قطع التيار الكهربائي عن المواطنين لاسباب تقنية او اقتصادية او امنية قد تسبب في تضاعف حجم المشكلة الى حد خطير ..فقد لجا المواطنون الى اقتناء المولدات الكهربائية التي تدار بالديزل او البنزين فاصبحت هناك مصادر صغيرة لكنها بالملايين تبعث الغازات والملوثات الىى البيئة وبالتالي تساهم في ارتفاع درجة حرارة المناخ ..
وهكذا فقد اصبحنا نحن العراقيين "مجبر اخاك ومظطر .. "باستعمالنا لهذه المولدات من اكبر مصادر اطلاق الغازات المسببة للانبعاث الحراري ..ناهيك عن مصادر التلوث الاخرى وظروف الحرب المتكررة التي عبثت بتربتنا ومياهنا وهواؤنا ..وناهيك عن التداخلات الاقليمية المتمثلة في خفض حصص العراق من المياه في الانهر التي ادت الى ترك الاراضي دون زراعة فتعرضت للتصحر ..بالاضافة الى الممارسات الخاطئة من المو اطنين اللذين عمدوا وبدون وعي الى قطع الاشجار وتخريب الاحزمة الخضراء حول المدن سواء لاستعمالها كمصدر للطاقة اوللطبخ.. او قطع الاشجار وموتها جراء عمليات القصف والانفجارات الواسعة في العمليات الحربية المتكررة والتي مازالت مستمرة من عقود.
في الدول المتقدمة لاتجبر الحكومات شعوبها للتنازل عن نمط الحياة المرفهة والمتحضرة ..لكن الدولة تبحث عن البدائل وتصنعها او تستوردها وتقدمها للمواطنين بشكل يجعلهم متحمسين لاقتناءها لا بل و فخورين بذلك باعتبارهم يساهمون في الحد من التغيرات المناخية ..والامثلة على ذلك كثيرة :
فهي تشجع على ركوب باصات النقل العام وهناك ايام يكون النقل فيها مجانا كأحد اجراءات الحكومة الرامية لخفض الانبعاثات الغازية ..اضافة الى ان الكثير من هذه الباصات تعمل بوقود صديق للبيئة والذي يصنع من فضلات الاطعمة والمواد العضوية ..فتشجع بذلك على عدم استعمال ملايين السيارات الخاصة لعدة ايام في السنة وبالتالي فانها تقلل من الانبعاثات الغازية في هذه الايام .
كما انها تشجع على شراء السيارات الخاصة التي تعمل بالغاز الطبيعي وتجعلها معفية من الضرائب السنوية ومن ضريبة غاز ثاني اوكسيد الكربون التي فرضت مؤخرا في بعض الدول ومنها السويد على اصحاب السيارات و تزداد هذه الضريبة كلما كانت السيارة اكثر قدما .
وعلاوة على ان هذه الدول تطلب من مواطنيها ترشيد استهلاك الطاقة الا انها لاتقطعها عنهم "بل تعتذر وتتأسف وتعلن اذا اظطرت لقطع التيار لمدة عشر دقائق لاسباب معينة" وانما تعمد الى اجراءات اخرى منها القيام بحملات التوعية ونشر المعلومات بهذا الخصوص وكيف ان التقليل من الاستهلاك يعود ايضا بالنفع على العائلة ويعمل على زيادة مدخولهم وتحسين اقتصادهم .. فتراها تقيم البحوث والدراسات والاحصاءات وتنشرها مبسطة للناس لتعريفهم بذلك وكيف ان اغلاق مصباح كهربائي يوفر لهم بالسنة هكذا مبلغ يمكن ان يضاف الى دخل العائلة.
ان الحكومات في الدول المتحضرة "وربما هناك من قائل انها دول متحضرة وجوابي انكم وعدتمونا ان نكون دولة متحضرة فاين الوعد " هذه الدول لاتعمد الى قطع الكهرباء للتخفيف من الانبعاثات الغازية لكنها تقوم مثلا باستيراد المصابيح الموفرة للطاقة وذات العمر الطويل وتقوم باحلالها في الاسواق تدريجيا مع خطة لتثقيف المواطن باهميتها وفائدتها حتى حلت كليا في الاسواق" كما السويد " منتصف هذا العام .. فان احتاج المواطن لتبديل مصباح كهربائي لايجد غير هذه المصابيح الصديقة للبيئة والتي حلت تدريجيا في الاسواق ومنع استيراد غيرها ..لكن ان كان المواطن يملك في بيته عددا منها لاتجبره على التخلص منها او عدم استعمالها وانما سيظطر تلقائيا الى استخدام المصابيح الجديدة عندما ينفذ مامخزون لديه ..
ان الحكومات في الدول المتقدمة لاتقوم بمنع المواطن من شراء مايريده من الاسواق بحجة انها غير صديقة للبيئة وانما هناك حملات اعلامية وتوعوية باهمية المنتجات الزراعية الصديقة للبيئة والتي لاتستخدم الاسمدة الكيماوية او المبيدات في زراعتها وتسمى بالطعام الايكولوجي او الطبيعي المعتمد على اسمدة طبيعية كروث الحيوانات ..فمتى ماعرف المواطن كمية المواد الكيماوية واضرارها ونسبتها في الاغذية الاخرى امتنع عن شرائها وزاد الطلب على الطعام الايكولوجي رغم غلائه بعض الشيئ لكن لاشئ اغلى من صحة الانسان وهذا نعرفه جيدا نحن العراقيين ولمسناه كثيرا في العراق ..فكم من الناس باعوا حتى بيوتهم من اجل معالجة ابناءهم ؟؟؟؟
بالاضافة الى حملات وتوجيهات واعلانات ونشرات عن اهمية فرز القمامة ..تقوم الحكومة بنشر العديد من النشرات مثلا عن كيفية "ان تصنع سماد حديقتك في بيتك "من مخلفات طعامك وخصصت الكثير من الموظفين المختصين للرد عن استفسار المواطنين بهذا الخصوص..اوعن اخطار "غسل سيارتك في الشارع "على المياه والبيئة وكيف ان تسرب مللتر واحد من النفط او البنزين يمكن ان يلوث مئات الامتار المكعبة من المياه ويجعلها غير مستساغة للشرب ..
وقد اعلن مؤخرا عن مامقداره عشرة مليارات دولار سنويا تقدم الى الدول النامية لمساعدتها على التكيف مع التغيرات الحاصلة بالمناخ ..ومساعدتها في العمل على الحد من أثاره ومحاولة علاج الظواهرؤ التي تسبب فيها ومنها التصحر وانخفاض المحصول الغذائي والمجاعات والامر اض .
وانا ارى ان العراق من اكثر الدول الذي يحتاج الى جزء من هذه المساعدات- التي يمكن ان تكون في جزء منها مساعدات تقنية واستشار ات وخبرات فنية - وذلك لكثرة مشاكله البيئية اولا ولانشغال ساسته بامور اخرى بعيدة عن هذه الكوارث التي يمر بها الشعب ..
انا الفت عناية رئيس الجمهورية العراقية ووزيرة البيئة التي اعلنت عن مشاركتها في قمة المناخ كوب 15 التي تعقد في العاصمة الدانماركية من 7 ولغاية 18 ديسمبر الحالي..الى عنايتهما الى عدة امور شرحت مبرراتها في بداية الامر وهي :
اولا - العمل وبسرعة على طلب المساعدة في اعادة الكهرباء الى المدن العراقية للتخلص من جميع المولدات الكهربائية التي يقتنيها كل من المواطن العر اقي البسيط والمعامل وحتى المؤسسات الحكومية والخاصة ..وايجاد سقف زمني لذلك كان تكون سنتين وطلب مساعدة في هذا الخصوص وابعاد الفاسدين والشركات الوسيطة التي تعمل على سرقة الاموال والهروب بها .
ثانيا- الطلب من الامم المتحدة التدخل الفوري والعاجل من اجل زيادة حصة المياه في نهري دجلة والفرات .
ثالثا- العمل وبسرعة وبالاشتراك مع المنظمات المدنية االعراقية ومنظمة السلام الاخضر والمنظمات العالمية الاخرى من اجل قيادة حملة مليونية لزراعة مليون شجرة في العراق كخطوة اولى لمعالجة التصحر والاحترار المناخي بالتنسيق مع وزارة الزراعة والخبراء في هذا المجال من اجل اختيار الاشجار المقاومة للجفاف والتصحر كمرحلة اولى وطلب الخبرة من الامم المتحدة ان امكن ذلك .
رابعا-التذكير بان حل مشاكل العراق البيئية والتي اصبحت مشاكل يعاني منها المواطن صحيا واقتصاديا ودخلت كل بيت عراقي واثرت فيه سلبا ..انما هي مشاكل اقليمية وربما عالمية شارك في ايجادها المجتمع الدولي اما بمشاركته في الحروب او بالسكوت عليها بما في ذلك سكوته على حروب النظام السابق وممارساته العبثية كتجفيف الاهوار وضرب مدينة حلبجة بالاسلحة الكيماوية وبالتالي فان المسؤلية الاخلاقية تفرض عليهم جميعا ان يبذلوا جهودا مضاعفة من اجل حل هذه المشاكل التي لايعاني منها الشعب العراقي فحسب وانما المنطقة برمتها لا بل وجد في احد البحوث على التربة التي اجريت في العاصمة البريطانية لندن ان غبار البصرة الملوث قد وصل اليها مع الرياح في احدى العواصف الرملية .. وما معاناة الشعب العراقي الا بداية الزحف الى المناطق المجاورة ان لم تكن قد زحفت فعلا .
هذه جزء من الاجراءات السريعة التي ان تم الالتفات اليها ومعالجتها بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة وبرنامجها البيئي والانمائي .. لكان العراق بخير ولشعرت البيئة التي يحاولون تضميدها انها ايضا بخير..اما الاجراءات الانانية التي تفيد الدول الصناعية الكبرى والتي تتخذها فقط لحماية اراضيها وشعوبها وهي المتسببة في مآسي الشعوب الاخرى ..فما هي الا عبارة عن رتق ثقب في مركب فيه الكثير من الثقوب ..لابد ان يغرق ان لم نلتفت الى الجهة الاخرى من المركب ..
شبعاد جبار
باحثة وكاتبة عراقية
لكن مانجده في العراق ان قطع التيار الكهربائي عن المواطنين لاسباب تقنية او اقتصادية او امنية قد تسبب في تضاعف حجم المشكلة الى حد خطير ..فقد لجا المواطنون الى اقتناء المولدات الكهربائية التي تدار بالديزل او البنزين فاصبحت هناك مصادر صغيرة لكنها بالملايين تبعث الغازات والملوثات الىى البيئة وبالتالي تساهم في ارتفاع درجة حرارة المناخ ..
وهكذا فقد اصبحنا نحن العراقيين "مجبر اخاك ومظطر .. "باستعمالنا لهذه المولدات من اكبر مصادر اطلاق الغازات المسببة للانبعاث الحراري ..ناهيك عن مصادر التلوث الاخرى وظروف الحرب المتكررة التي عبثت بتربتنا ومياهنا وهواؤنا ..وناهيك عن التداخلات الاقليمية المتمثلة في خفض حصص العراق من المياه في الانهر التي ادت الى ترك الاراضي دون زراعة فتعرضت للتصحر ..بالاضافة الى الممارسات الخاطئة من المو اطنين اللذين عمدوا وبدون وعي الى قطع الاشجار وتخريب الاحزمة الخضراء حول المدن سواء لاستعمالها كمصدر للطاقة اوللطبخ.. او قطع الاشجار وموتها جراء عمليات القصف والانفجارات الواسعة في العمليات الحربية المتكررة والتي مازالت مستمرة من عقود.
في الدول المتقدمة لاتجبر الحكومات شعوبها للتنازل عن نمط الحياة المرفهة والمتحضرة ..لكن الدولة تبحث عن البدائل وتصنعها او تستوردها وتقدمها للمواطنين بشكل يجعلهم متحمسين لاقتناءها لا بل و فخورين بذلك باعتبارهم يساهمون في الحد من التغيرات المناخية ..والامثلة على ذلك كثيرة :
فهي تشجع على ركوب باصات النقل العام وهناك ايام يكون النقل فيها مجانا كأحد اجراءات الحكومة الرامية لخفض الانبعاثات الغازية ..اضافة الى ان الكثير من هذه الباصات تعمل بوقود صديق للبيئة والذي يصنع من فضلات الاطعمة والمواد العضوية ..فتشجع بذلك على عدم استعمال ملايين السيارات الخاصة لعدة ايام في السنة وبالتالي فانها تقلل من الانبعاثات الغازية في هذه الايام .
كما انها تشجع على شراء السيارات الخاصة التي تعمل بالغاز الطبيعي وتجعلها معفية من الضرائب السنوية ومن ضريبة غاز ثاني اوكسيد الكربون التي فرضت مؤخرا في بعض الدول ومنها السويد على اصحاب السيارات و تزداد هذه الضريبة كلما كانت السيارة اكثر قدما .
وعلاوة على ان هذه الدول تطلب من مواطنيها ترشيد استهلاك الطاقة الا انها لاتقطعها عنهم "بل تعتذر وتتأسف وتعلن اذا اظطرت لقطع التيار لمدة عشر دقائق لاسباب معينة" وانما تعمد الى اجراءات اخرى منها القيام بحملات التوعية ونشر المعلومات بهذا الخصوص وكيف ان التقليل من الاستهلاك يعود ايضا بالنفع على العائلة ويعمل على زيادة مدخولهم وتحسين اقتصادهم .. فتراها تقيم البحوث والدراسات والاحصاءات وتنشرها مبسطة للناس لتعريفهم بذلك وكيف ان اغلاق مصباح كهربائي يوفر لهم بالسنة هكذا مبلغ يمكن ان يضاف الى دخل العائلة.
ان الحكومات في الدول المتحضرة "وربما هناك من قائل انها دول متحضرة وجوابي انكم وعدتمونا ان نكون دولة متحضرة فاين الوعد " هذه الدول لاتعمد الى قطع الكهرباء للتخفيف من الانبعاثات الغازية لكنها تقوم مثلا باستيراد المصابيح الموفرة للطاقة وذات العمر الطويل وتقوم باحلالها في الاسواق تدريجيا مع خطة لتثقيف المواطن باهميتها وفائدتها حتى حلت كليا في الاسواق" كما السويد " منتصف هذا العام .. فان احتاج المواطن لتبديل مصباح كهربائي لايجد غير هذه المصابيح الصديقة للبيئة والتي حلت تدريجيا في الاسواق ومنع استيراد غيرها ..لكن ان كان المواطن يملك في بيته عددا منها لاتجبره على التخلص منها او عدم استعمالها وانما سيظطر تلقائيا الى استخدام المصابيح الجديدة عندما ينفذ مامخزون لديه ..
ان الحكومات في الدول المتقدمة لاتقوم بمنع المواطن من شراء مايريده من الاسواق بحجة انها غير صديقة للبيئة وانما هناك حملات اعلامية وتوعوية باهمية المنتجات الزراعية الصديقة للبيئة والتي لاتستخدم الاسمدة الكيماوية او المبيدات في زراعتها وتسمى بالطعام الايكولوجي او الطبيعي المعتمد على اسمدة طبيعية كروث الحيوانات ..فمتى ماعرف المواطن كمية المواد الكيماوية واضرارها ونسبتها في الاغذية الاخرى امتنع عن شرائها وزاد الطلب على الطعام الايكولوجي رغم غلائه بعض الشيئ لكن لاشئ اغلى من صحة الانسان وهذا نعرفه جيدا نحن العراقيين ولمسناه كثيرا في العراق ..فكم من الناس باعوا حتى بيوتهم من اجل معالجة ابناءهم ؟؟؟؟
بالاضافة الى حملات وتوجيهات واعلانات ونشرات عن اهمية فرز القمامة ..تقوم الحكومة بنشر العديد من النشرات مثلا عن كيفية "ان تصنع سماد حديقتك في بيتك "من مخلفات طعامك وخصصت الكثير من الموظفين المختصين للرد عن استفسار المواطنين بهذا الخصوص..اوعن اخطار "غسل سيارتك في الشارع "على المياه والبيئة وكيف ان تسرب مللتر واحد من النفط او البنزين يمكن ان يلوث مئات الامتار المكعبة من المياه ويجعلها غير مستساغة للشرب ..
وقد اعلن مؤخرا عن مامقداره عشرة مليارات دولار سنويا تقدم الى الدول النامية لمساعدتها على التكيف مع التغيرات الحاصلة بالمناخ ..ومساعدتها في العمل على الحد من أثاره ومحاولة علاج الظواهرؤ التي تسبب فيها ومنها التصحر وانخفاض المحصول الغذائي والمجاعات والامر اض .
وانا ارى ان العراق من اكثر الدول الذي يحتاج الى جزء من هذه المساعدات- التي يمكن ان تكون في جزء منها مساعدات تقنية واستشار ات وخبرات فنية - وذلك لكثرة مشاكله البيئية اولا ولانشغال ساسته بامور اخرى بعيدة عن هذه الكوارث التي يمر بها الشعب ..
انا الفت عناية رئيس الجمهورية العراقية ووزيرة البيئة التي اعلنت عن مشاركتها في قمة المناخ كوب 15 التي تعقد في العاصمة الدانماركية من 7 ولغاية 18 ديسمبر الحالي..الى عنايتهما الى عدة امور شرحت مبرراتها في بداية الامر وهي :
اولا - العمل وبسرعة على طلب المساعدة في اعادة الكهرباء الى المدن العراقية للتخلص من جميع المولدات الكهربائية التي يقتنيها كل من المواطن العر اقي البسيط والمعامل وحتى المؤسسات الحكومية والخاصة ..وايجاد سقف زمني لذلك كان تكون سنتين وطلب مساعدة في هذا الخصوص وابعاد الفاسدين والشركات الوسيطة التي تعمل على سرقة الاموال والهروب بها .
ثانيا- الطلب من الامم المتحدة التدخل الفوري والعاجل من اجل زيادة حصة المياه في نهري دجلة والفرات .
ثالثا- العمل وبسرعة وبالاشتراك مع المنظمات المدنية االعراقية ومنظمة السلام الاخضر والمنظمات العالمية الاخرى من اجل قيادة حملة مليونية لزراعة مليون شجرة في العراق كخطوة اولى لمعالجة التصحر والاحترار المناخي بالتنسيق مع وزارة الزراعة والخبراء في هذا المجال من اجل اختيار الاشجار المقاومة للجفاف والتصحر كمرحلة اولى وطلب الخبرة من الامم المتحدة ان امكن ذلك .
رابعا-التذكير بان حل مشاكل العراق البيئية والتي اصبحت مشاكل يعاني منها المواطن صحيا واقتصاديا ودخلت كل بيت عراقي واثرت فيه سلبا ..انما هي مشاكل اقليمية وربما عالمية شارك في ايجادها المجتمع الدولي اما بمشاركته في الحروب او بالسكوت عليها بما في ذلك سكوته على حروب النظام السابق وممارساته العبثية كتجفيف الاهوار وضرب مدينة حلبجة بالاسلحة الكيماوية وبالتالي فان المسؤلية الاخلاقية تفرض عليهم جميعا ان يبذلوا جهودا مضاعفة من اجل حل هذه المشاكل التي لايعاني منها الشعب العراقي فحسب وانما المنطقة برمتها لا بل وجد في احد البحوث على التربة التي اجريت في العاصمة البريطانية لندن ان غبار البصرة الملوث قد وصل اليها مع الرياح في احدى العواصف الرملية .. وما معاناة الشعب العراقي الا بداية الزحف الى المناطق المجاورة ان لم تكن قد زحفت فعلا .
هذه جزء من الاجراءات السريعة التي ان تم الالتفات اليها ومعالجتها بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة وبرنامجها البيئي والانمائي .. لكان العراق بخير ولشعرت البيئة التي يحاولون تضميدها انها ايضا بخير..اما الاجراءات الانانية التي تفيد الدول الصناعية الكبرى والتي تتخذها فقط لحماية اراضيها وشعوبها وهي المتسببة في مآسي الشعوب الاخرى ..فما هي الا عبارة عن رتق ثقب في مركب فيه الكثير من الثقوب ..لابد ان يغرق ان لم نلتفت الى الجهة الاخرى من المركب ..
شبعاد جبار
باحثة وكاتبة عراقية
0 التعليقات:
إرسال تعليق