حتى نفهم ما هو الوعي الجمعي علينا أولا محاولة فهم وتعريف الوعي الفردي، والحقيقة إن تعريف الوعي هو من أصعب الأمور كما هو ثابت علميا في الكتب والموسوعات. عموما ما سأقوم به هو محاولة تعريف الوعي من منظور "عملي" بحت على الأقل حتى أستطيع من خلال هذا التعريف الولوج إلى فهم الوعي الجمعي وتعريفه "عمليا"، حتى نستطيع التعامل مع هذا المجهول الذي هو "وعينا نحن" بطريقة عملية نستطيع من خلالها إحداث تغيير ما "بناء"..! فطالما بقي الوعي أمرا مجهولا حتى على مستوى "كيفية التعاطي معه على المستوى العملي"، فإن قضيته سوف تبقى مستمرة في مكانها ونبقى عاجزين عن فعل شيء مفيد وبناء..!
لو تأملنا الوعي الفردي خاصتنا لاحظنا أمور هامة منها: أن الوعي "يقود" المنظومة التي هي نحن للوصول إلى أفضل حالة بناءة ممكنه، إذ يعمل هذا الوعي على إدارة منظومة الجسد ومنظومتنا ككل! فالوعي في مجموعه يمكن وصفه بأنه "مجموع التوجهات العامة" الخادمة لمنظومة الإنسان! أي أن الوعي هو "مجموع التغيرات الكبرى" الحاكمة والخادمة لمنظومة الجسد والإنسان!
فعندما يحتاج "الإنسان" للنوم فإن الوعي يدير عملية النوم وعندما يجوع -الإنسان فإن الوعي يتناول الطعام...الخ
لكن في نفس الوقت هذا الوعي الذي يدير العمليات الكبرى لهذا -الإنسان" لا يعرف التفاصيل العلمية الدقيقة لتلك العمليات المعقدة مثل النوم أو تناول الطعام..! وكأن الوعي "يقول" لنا أن ما يلزمه هو جزء معين من المعلومات من منظومة معرفة ما..! وإذا حاولنا التدقيق في تلك الجزئية التي يطالب بها "وعينا" طوال الوقت نلاحظ أنها تتسم بالشمولية على مستوى منظومة "-الإنسان"..!
فأهم شيء فيه يلزم الوعي في "علم النوم" والكم الهائل من المعلومات التي يتضمنها هو تلك المعرفة التي تقول له أن عليه أن ينام عندما يحتاج الجسد للنوم..! أما بقية التفاصيل فهي ليست حتمية لمعرفتها! فالجزء المتبقي من تلك المعرفة نلاحظ عليه أنه معرفة متخصصة تهم فقط الأطباء المختصين بقضية النوم..! وهذا الأمر يمكن قياسه على بقية الأمور..!
فإذا كان الوعي الفردي هو مجموع "الكليات المعرفية" أي مجموع "المتغيرات الكبرى" فهذا يعني –بشكل أو بآخر- أن الوعي "الجمعي" هو أيضا مجموع المتغيرات الكبرى لمنظومة المجتمع المعرفية..! فإذا كانت المتغيرات المعرفية الكبرى الوحيدة القادرة على التواجد في جميع العقول هي "المشتركات المعرفية"...! فهذا يعني أن المشتركات المعرفية هي المكون الأساسي للوعي والعقل الجمعي..! أي أن الوعي الجمعي هو: "مجموع المشتركات المعرفية المتواجدة في ذلك المجتمع"..!
وبالتالي إذا أردنا تشكيل أو تطوير الوعي الجمعي لأي مجتمع فهذا يعني أن على هذا المجتمع أن يرفع من نسب القراءة للكتب الثقافية العامة حتى يزيد من نسب "المشتركات المعرفية الراقية" خاصته وبالتي يتطور وعي -ذلك المجتمع- الجمعي ويصبح "أقدر" على إدارة أموره بشكل أفضل وأقدر على الإبداع والتطور والتنمية .. والقائمة ليس لها نهاية..!
فإذا تشكل الوعي الجمعي بالشكل المطلوب تشكلت معه "الهوية"..! تلك الهوية التي يقول الكثير من المثقفين والباحثين العرب أنها في خطر..! وهذا أمر طبيعي.. فإذا كان المجتمع "غير مثقف" (وبغض النظر عن مدى انتشار التعليم عنده) فإنه سوف يكون تحت تهديد طغيان وغزو الثقافات الأخرى..! فكما وضحنا سابقا أن الوعي بطبيعة "يعشق" كل ما يحمل الصفة الكلية، فإذا كانت "كلياته" المعرفية ضعيفة في عالم متسارع التطور فإنه فطريا سوف ينجذب إلى كليات الآخرين..! وبالتالي "يستورد" هويات الآخرين.. ثم يخرج علينا المفكرين والمثقفين "ينذروننا" من "غزو ثقافي" ساحق مــاحق...!
أما البديل الآخر لهذا المجتمع ضعيف المشتركات المعرفية وبالتالي ضعيف الهوية هو البحث في الماضي عن هويات ، مثل امنا الغولة والف ليلة وليلة ولكنها أصبحت "قديمة" لا تواكب هذا الزمن المتسارع التطور.. فتراهم "ماضي" أعاد إحياء نفسه..! لكنه لا يستطيع مجارات الزمن الحديث..!
وفي النهاية يعيش هذا المجتمع (ضعيف الهوية) في صراع بين الماضي الذي يحتاج إلى التطوير وبين الحديث المستورد الذي يشوبه الكثير من الأفكار التي لا تناسب ذلك المجتمع..! ويبقى الحل "الوحيد" هو: أن "يقرر" –أخيرا- هذا المجتمع أن يصبح "عالي" الثقافة حتى "يشكل" الهوية القوية التي تناسبه..!
لو تأملنا الوعي الفردي خاصتنا لاحظنا أمور هامة منها: أن الوعي "يقود" المنظومة التي هي نحن للوصول إلى أفضل حالة بناءة ممكنه، إذ يعمل هذا الوعي على إدارة منظومة الجسد ومنظومتنا ككل! فالوعي في مجموعه يمكن وصفه بأنه "مجموع التوجهات العامة" الخادمة لمنظومة الإنسان! أي أن الوعي هو "مجموع التغيرات الكبرى" الحاكمة والخادمة لمنظومة الجسد والإنسان!
فعندما يحتاج "الإنسان" للنوم فإن الوعي يدير عملية النوم وعندما يجوع -الإنسان فإن الوعي يتناول الطعام...الخ
لكن في نفس الوقت هذا الوعي الذي يدير العمليات الكبرى لهذا -الإنسان" لا يعرف التفاصيل العلمية الدقيقة لتلك العمليات المعقدة مثل النوم أو تناول الطعام..! وكأن الوعي "يقول" لنا أن ما يلزمه هو جزء معين من المعلومات من منظومة معرفة ما..! وإذا حاولنا التدقيق في تلك الجزئية التي يطالب بها "وعينا" طوال الوقت نلاحظ أنها تتسم بالشمولية على مستوى منظومة "-الإنسان"..!
فأهم شيء فيه يلزم الوعي في "علم النوم" والكم الهائل من المعلومات التي يتضمنها هو تلك المعرفة التي تقول له أن عليه أن ينام عندما يحتاج الجسد للنوم..! أما بقية التفاصيل فهي ليست حتمية لمعرفتها! فالجزء المتبقي من تلك المعرفة نلاحظ عليه أنه معرفة متخصصة تهم فقط الأطباء المختصين بقضية النوم..! وهذا الأمر يمكن قياسه على بقية الأمور..!
فإذا كان الوعي الفردي هو مجموع "الكليات المعرفية" أي مجموع "المتغيرات الكبرى" فهذا يعني –بشكل أو بآخر- أن الوعي "الجمعي" هو أيضا مجموع المتغيرات الكبرى لمنظومة المجتمع المعرفية..! فإذا كانت المتغيرات المعرفية الكبرى الوحيدة القادرة على التواجد في جميع العقول هي "المشتركات المعرفية"...! فهذا يعني أن المشتركات المعرفية هي المكون الأساسي للوعي والعقل الجمعي..! أي أن الوعي الجمعي هو: "مجموع المشتركات المعرفية المتواجدة في ذلك المجتمع"..!
وبالتالي إذا أردنا تشكيل أو تطوير الوعي الجمعي لأي مجتمع فهذا يعني أن على هذا المجتمع أن يرفع من نسب القراءة للكتب الثقافية العامة حتى يزيد من نسب "المشتركات المعرفية الراقية" خاصته وبالتي يتطور وعي -ذلك المجتمع- الجمعي ويصبح "أقدر" على إدارة أموره بشكل أفضل وأقدر على الإبداع والتطور والتنمية .. والقائمة ليس لها نهاية..!
فإذا تشكل الوعي الجمعي بالشكل المطلوب تشكلت معه "الهوية"..! تلك الهوية التي يقول الكثير من المثقفين والباحثين العرب أنها في خطر..! وهذا أمر طبيعي.. فإذا كان المجتمع "غير مثقف" (وبغض النظر عن مدى انتشار التعليم عنده) فإنه سوف يكون تحت تهديد طغيان وغزو الثقافات الأخرى..! فكما وضحنا سابقا أن الوعي بطبيعة "يعشق" كل ما يحمل الصفة الكلية، فإذا كانت "كلياته" المعرفية ضعيفة في عالم متسارع التطور فإنه فطريا سوف ينجذب إلى كليات الآخرين..! وبالتالي "يستورد" هويات الآخرين.. ثم يخرج علينا المفكرين والمثقفين "ينذروننا" من "غزو ثقافي" ساحق مــاحق...!
أما البديل الآخر لهذا المجتمع ضعيف المشتركات المعرفية وبالتالي ضعيف الهوية هو البحث في الماضي عن هويات ، مثل امنا الغولة والف ليلة وليلة ولكنها أصبحت "قديمة" لا تواكب هذا الزمن المتسارع التطور.. فتراهم "ماضي" أعاد إحياء نفسه..! لكنه لا يستطيع مجارات الزمن الحديث..!
وفي النهاية يعيش هذا المجتمع (ضعيف الهوية) في صراع بين الماضي الذي يحتاج إلى التطوير وبين الحديث المستورد الذي يشوبه الكثير من الأفكار التي لا تناسب ذلك المجتمع..! ويبقى الحل "الوحيد" هو: أن "يقرر" –أخيرا- هذا المجتمع أن يصبح "عالي" الثقافة حتى "يشكل" الهوية القوية التي تناسبه..!
0 التعليقات:
إرسال تعليق