الشرايين هي أوعية تنقل الدم الى جانب الأوردة، سنتناول تاثيرات تصلبها الصحية على الفرد.
الشرايين هي أوعية تنقل الدم الى جانب الأوردة، ولكنها تختلف عن الأوردة بما يلي:ـ
1. كل الشرايين تنقل الدم النقي(يحتوي على الأوكسجين)عدا الشريان الرئوي فينقل الدم غير النقي(يحتوي على ثاني أوكسيد الكاربون).
2. الشريان يمتاز بسمك جدرانه.
3. الشريان يمتاز بالخاصية المطاطية لاحتوائه على عضلات إيلاستيكية.
4. كل الشرايين عميقة عدا بعض منها تكون قريبة من الجلد كالشريان الكعبري.
5. لون الدم في الشرايين أحمر قاني ، بينما لون الدم في الأوردة غامق.
6. في حالة التعرض الى جرح فأن الدم في الشريان يتدفق بشدة بينما في الوريد يسيل.
7. أن الشرايين مهمتها(عدا الشريان الرئوي)أيصال الأوكسجين والمواد الغذائية وأهمها الكلوكوز والتي تجعل الخلايا ومن ثم الأنسجة التي تكونها، باقية على قيد الحياة، لذا فأن أنقطاع الدم أو تلكؤ وصوله الى الجزء المعني أنما يشكل خطورة حقيقية على ذلك الجزء أو النسيج أو العضو، وحسب وظيفة العضو، فمثلاً أن خلايا المخ تموت بعد 7 دقائق أذا أنقطع عنها الأوكسجين ،وتموت حينما ينقطع عنها السكر بعد ستة ساعات ،وهكذا.
أن الشرايين تحتاج الى الخاصيتين المهمتين أعلاه وهما سمك الجدران والخاصية المطاطية وذلك لتتحمل الضغط الناجم عن المضخة الرئيسة(وهي القلب).علماً أن كل الشرايين مهمة ولكن منها الرئيسي ومنها المتفرع، أضافة الى أن الشريان يكتسب أهميته من موقعه وطبيعة العضو الجسدي الذي يصل أليه، ولابد أن نعلم أن الشريان الواحد تتفرع منه فروع أصغر فأصغر تتناسب طردياً مع تغلغله في الكتلة النسيجية لينتهي بالشرايين المجهرية، لأن الواجب هو أيصال الدم الى الخلايا وهي مجهرية.
تصاب الشرايين بأمراض وحالات كأي جزء بالجسم، ومن هذه الأمراض الالتهابات، ولكن أكثر الأمراض شيوعاً، خصوصاً ما بعد الأربعين من العمر، هو تصلب الشرايين.
ماذا يعني تصلب الشرايين؟
هو تراكم وتجمع مواد شحمية ودهنية متأكسدة مع ترسب الدهون على جدران الشرايين فتتجمع مواد أخرى من مكونات الدم مع تلك الترسبات، كالصفائح الدموية والمواد الليفية، وبمرور الوقت سيفقد الشريان ليونته ومرونته وكل ذلك يسبب تضييق جدران الشرايين،(وربما أنسداده) وهذا يعني تقليل تدفق الدم وبالتالي سيحصل عوز بالأوكسجين والمواد الأخرى التي يحملها الدم والواصلة الى العضو أو النسيج الذي يغذيه هذا الشريان أو ذاك.
أن التصلب يعني فقدان الشريان خاصيته في الانقباض والانبساط فيتكون نتوء يشبه (التل) بمرور الزمن، ونتيجة للاهمال بالفحص الدوري وعدم الألتزام بالنصائح الصحية فأن الأمر قد يصل الى الانسداد التام للشريان.
أسباب تصلب الشرايين:ـ رغم أن تصلب الشرايين هي من المشاكل الشائعة في سن الشيخوخة، لكن هناك أسباب تعجل بحصوله:ـ
1. إرتفاع مستوى الكوليسترول وترسبات الكالسيوم في الدم، وهذا يحصل جراء الاكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة(الضارة) كالدهون الحيوانية.
2. قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة والنوم المباشر بعد تناول الطعام وكلها تعرقل التمثيل الغذائي وبالتالي تسبب ترسب المواد الدهنية.
3. ارتفاع ضغط الدم.
4. داء السكري.
5. التدخين بكل أنواعه وأشكاله، والذي يستبدل الأوكسجين بأول وثاني أوكسيد الكاربون في الدم ، عدا عشرات المواد السمية الأخرى الناتجة عن التدخين.
6. الوزن الزائد والبدانة.
7. التوتر والانفعالات العصبية والأجهاد المستمر.
8. العوامل الوراثية.
9. وهناك نظرية حديثة تدرج الأصابة ببعض أنواع البكتريا كونها أحد أسباب تصلب الشرايين.
التشخيص، ويكون عن طريق:ـ
أولاً ـ الأعراض.
ثانياً ـ الفحوصات المختبرية والتي تشمل :ـ
1. قياس نسبة الدهون والكوليسترول.
2. أجراء فحوصات وظائف الكبد والكليتين.
3. فحص مستوى البروتين الشحمي عالي الكثافةLDH (والذي يحمي الشريان)وكذلك مستوى البروتين المنخفض الكثافة LDL(والذي يدمر الشريان).
4. قياس مستوى السكر.
5. أجراء فحوصات للقلب والفحوصات الشعاعية المختلفة.
الأعراض :ـ
عموماً فأن تصلب الشرايين يحدث خلال فترة ليست قصيرة، أي على مدى سنوات، وعادة لايكون مصحوباً بأي أعراض أو علامات مباشرة الى أن يبلغ التصلب مدى يتلكأ فيه وصول الدم الى النسيج أو العضو الذي يغذيه.
أن الأعراض والعلامات تختلف بحسب أختلاف العضو الذي يتزود بالدم من الشريان المصاب بالتصلب :ـ
أولاً ـ الدماغ :ـ وهو مقسم الى اجزاء ومواقع وأماكن، وكل واحد من هذه المسميات مسؤول عن فعل من الأفعال الحيوية اليومية للأنسان، علماً أنها تحيا بالدم الذي يصلها عبر الشرايين، لذا فأن حصول الجلطة(أو السكتة) الدماغية والتي تعني عدم وصول الدم الى جزء الدماغ المسؤول عن فعل من الأفعال الحيوية التي يقوم بها الانسان، أي بمعنى أن فقدان الوظيفة الفسيولوجية لهذا الجزء أو ذاك أنما تعتمد على الشريان الذي يوصل الدم أليه. وفي حالات أخرى ونتيجة لفقدان الشرايين لخصائصه الرئيسية فأنها تتمزق أو تنفجر فتسبب نزيفاً بالمخ محدثاً السكتة الدماغية كما يحصل لدى كبار السن(أن هذا النزيف يؤدي الى تدمير الخلايا المخية)، وفي أحيان أخرى تنفصل خثرة دموية وتسير باتجاه أخر بعيداً عن مصدر التصلب محدثاً ضرراً في مكان آخر، وقد ثبت بأن 20% من حالات السكتة الدماغية سببها أمراض القلب وخصوصاً عدم انتظام ضربات القلب وتحديداً تسارعها حيث تساعد على تكون وانتشار الخثر الدموية.
أعراض تأثر الدماغ بالجلطة وكلٍ حسب مركز الفعل الحيوي:ـ
1. شعور مفاجئ بالتنمل،الشعور بالتعب والوهن، مع حصول الشلل أما بالوجه أو الأطراف، وبأحد أجزاء الجسم أو بجزئيه.
2. عدم القدرة على الكلام أو خلل بعملية النطق.
3. ضعف مفاجئ بالرؤية.
4. اختلال التوازن مع دوار.
5. صعوبة البلع.
6. صداع شديد مفاجئ بدون أسباب.
7. تختلف الأعراض بعد السكتة الدماغية، فأذا زادت، حينذاك نطلق عليها سكتة دماغية متطورة ،وأذا لم تحصل أعراض مهمة فتسمى بالسكتة المنتهية.
8. في أغلب الأحيان وخصوصاً في حالة أرتفاع ضغط الدم فأن السكتة تكون فجلائية دون أن تعطي المريض أية تحذيرات.
ثانياً ـ القلب:ـ وأهم شريان هو الشريان التاجي والذي يقسم الى فروع مهمة أيضاً، والشريان التاجي مسؤول عن تغذية عضلات القلب بالدم. أن قلة ورود الدم الى العضلة القلبية يسبب حالة تسمى الذبحة القلبية أو الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية،(أما عدم وصول الدم بشكل كلي أو جزئي فأنه يسبب ما يعرف بأحتشاء العضلة القلبية والتي غالباً ما تنتهي الى الموت المفاجئ أو السريع وذلك بسبب توقف عضلة القلب)، علماً أن النوبات القلبية تحصل في الأجواء الباردة أو في حالة التعرض الى تيار هواء بارد أكثر من الأجواء المعتدلة، وكذلك في حالات الأأجهاد العضلي أو النفسي، أما الأعراض فهي:ـ
1. ألم في منتصف الصدر أو الشعور بالضغط فيه أو أسفل الذقن أو في الذراع الأيسر أو الكتف الأيسر، أن طبيعة الألم تختلف بأختلاف الأزمة ، فأما أنها تشبه طعن السكاكين ، أو كأن حزاماً يحيط بالصدر بشدة.
2. ضيق نفس مع تسارعه بسبب أحتياج المصاب الى كميات من الأوكسجين، وربما بالأزمات العنيفة تحصل حالة الأختناق.
3. أختلال في عدد ضربات القلب وعدم أنتظامها.
4. تعرق والشعور بالتعب الشديد.
5. برودة الأطراف.
ملاحظة :ـ أن أعراض الذبحة الصدرية تشترك معاها بنفس الأعراض حالات تصيب المرئ وأحياناً نضطر الى أعطاء المصاب حبة تحت اللسان ولكن قلبه سليم، وفي جميع الأحوال يجب أن تُشخّص الحالة
ثالثاً ـ الأطراف:ـ والمقصود بالأطراف السفلى،وغالباً ما نرى حالة تصلب شرايين الأطراف السفلى لدى المدخنين، حيث يعاني المصاب من ألم في الساقين جراء المشي، ويشعر بحاجة الى الراحة لمواصلة المسير، وأحياناً مع تقدم حالة تصلب شرايين الساقين يعاني المصاب من الأعياء الشديد.والنتيجة الحتمية للانسداد التام في شرايين الساقين هو الكانكرين.
رابعاً ـ الأمعاء ـ يؤدي تصلب شرايين الأمعاء الى موت أجزاء منها.
نصائح عامة :ـ
1. أستبدال النمط الحياتي التغذوي والأبتعاد عن كل المسببات الغذائية التي تمت الأشارة أليها وخصوصاً الدهون غير المشبعة والموجودة في صفار البيض، القيمر، القشطة، الزبدة الدهن الحر ،الباجة(الكوارع)، المعلاك، بيض الغنم، الطبخ بالدهن الجامد، كباب اللحوم الحمراء(وخصوصاً المشوي).
2. تناول اللحوم البيضاء وكذلك الأستفادة من دهون أوميكا
3. تناول اللحوم البيضاء وكذلك الأستفادة من دهون أوميكا 3 نباتية المصدر.
4. تنظيم مستوى السكر والضغط.
5. قطع التدخين والكحول.
6. تناول الخضروات الطازجة والفاكهة.
7. ممارسة الرياضة، والأبتعاد عن التوتر العصبي والنفسي.
8. العمل على تخفيف الوزن وفق سياق طبي صحي.
9. أجراء الفحوصات الدورية وخصوصاً من تجاوز الأربعين من العمر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق