اللهجة الحسانية هي أحد اللهجات العربية المنطوقة في الصحراء الغربية في مفهومها الجغرافي والتاريخي الواسع حيث تنتشر فضلاً عن الساقية الحمراء ووادي الذهب في موريتانيا وجنوب المغرب وجنوب غرب الجزائر وشمال مالي.
تنسب الحسانية إلى قبائل بني حسان الذين مثلوا أكثر الهجرات العربية تأثيراً في المنطقة واهبينها وجهها العربي الذي نعرفه اليوم والذين قدموا من شبه الجزيرة مروراً بصعيد مصر مع حلفاءهم من بني هلال وبني سليم ضمن التغريبة المشهورة في التراث العربي.
وقد نتج عن امتزاج لغة العرب القادمين من الشرق مع لغة البربر من صنهاجة الملثمين من جهة والعناصر الأفريقية الزنجية، تكون لهجة جديدة هي اللهجة الحسانية التي تمثل عملية انصهار ثقافي ولغوي فريد يحتوي على عناصر اصطلاحية وتركيبية وصوتية مستمدة من موروث كل تلك العناصر والمجموعات الاثنية.
وجدير بنا هنا أن نتوقف عند ملاحظة تتكرر في معظم الكتابات التي تناولت اللهجة الحسانية، حيث توصف بأنها أقرب اللهجات العربية إلى الفصحى، وهذا القول يكون صحيحاً فقط عند مقارنتها باللهجات المغاربية كما سنرى لاحقاً.
تتميز اللهجة الحسانية بغناها المثير بالأنماط التعبيرية الشفاهية المتنوعة ففي مجتمع الصحراء، الذي تقل فيه الكتابة ووسائلها، تصبح التعابير الشفهية هي وسيلة التواصل الناقلة للتجارب والحافظة للذاكرة الجمعية التي تترسخ وتتجذر من خلال جلسات السمر التي تميز ليل الصحراء الطويل حيث لا وسائل ترفيه ولا وسائط تواصل عدى الصور اللغوية المحمولة في ثنايا الذاكرة الشعبية.
وتضم اللهجة الحسانية تراثا شعريا غنيا يتصف ببحوره وتفعيلاته ومقاماته المتنوعة التي شملت جميع مناحي التعبير من غزل وفخر ومدح وهجاء ونقائض واخوانيات وغيرها، وتراث قصصي يشمل مختلف مناحي الحياة وتخدم كل مجموعة قصصية أهدافاً تربوية أو دينية أو اخلاقية مختلفة وتعتبر شخوص الرواية – هكذا تسمى الحكاية الصحراوية- ابطالاً معروفين في المجتمع يعبر بهم عن حالات حقيقية عادة ما تستذكر في المواقف النقدية على الأخص، ف"شرتات" يرمز للنهم و"تيبة" رمز للبلاهة وغير هذا كثير. كما يتميز القصص الشعبي الصحراوي بصور من الخيال الجميل حيث تحمل الجمادات والحيوانات معاني رمزية وتتصف بقدرتها على الحديث والكلام على زعم انها كانت كلها ناطقة مثل الإنسان في زمن ماضي.
كما تضم اللهجة الحسانية كما كبيرا من الأمثال والحكم التي تتميز بارتباطها بالإنسان والأرض ونستطيع أن نتلمس نمط العيش والرؤى من خلال انعكاس البيئة الصحراوية الإجتماعية والطبيعية في ثناياها.
وفضلاً عن الجوانب الأدبية فإن اللهجة الحسانية تحمل تراثا علمياً قيماً خاصة في علوم الفلك (اسماء النجوم ومواقعها والمطالع -المنازل الفلكية- ودلالاتها في فهم التقلبات الجوية) والطب والمناخ والنبات والجغرافيا والجيولوجيا في جانبها الجيومورفولجي (التضاريسي) حيث تحمل اللهجة الحسانية تصنيفا تفصيليا لجميع المظاهر التضاريسية الصحراوية.
ويكفي هنا أن نشير إلى أن مصطلحات مثل: "القلب" و"الكدية" و"القارة" و"الظلعة" و"الطارف" و"السن" و"الطوق" و"الزملة" و"الحنك" و"ألوس" و"الزبارة" كلها وصف للمرتفعات غير أن الصحراوي يفهم منها معنا ًدقيقا من حيث الشكل والحجم وحتى المواد المكونة لها أحياناً.
المؤسف في مصير اللهجة الحسانية، وهي التي حملت الموروث الثقافي الصحراوي الممتد لمئات السنين، أنها لهجة شفاهية قلما تكتب مما يعني أن الموروث المنقول عبرها معرض للزوال بزوال حامليه، حيث أصبح التواصل بين الأجيال أقل مما كان عليه في ظل انتشار وسائل الترفيه المعاصرة كالفضائيات والانترنيت مما يدفع الى التفكير الجاد في ضرورة تسجيل التراث الحساني وتوثيقه
تنسب الحسانية إلى قبائل بني حسان الذين مثلوا أكثر الهجرات العربية تأثيراً في المنطقة واهبينها وجهها العربي الذي نعرفه اليوم والذين قدموا من شبه الجزيرة مروراً بصعيد مصر مع حلفاءهم من بني هلال وبني سليم ضمن التغريبة المشهورة في التراث العربي.
وقد نتج عن امتزاج لغة العرب القادمين من الشرق مع لغة البربر من صنهاجة الملثمين من جهة والعناصر الأفريقية الزنجية، تكون لهجة جديدة هي اللهجة الحسانية التي تمثل عملية انصهار ثقافي ولغوي فريد يحتوي على عناصر اصطلاحية وتركيبية وصوتية مستمدة من موروث كل تلك العناصر والمجموعات الاثنية.
وجدير بنا هنا أن نتوقف عند ملاحظة تتكرر في معظم الكتابات التي تناولت اللهجة الحسانية، حيث توصف بأنها أقرب اللهجات العربية إلى الفصحى، وهذا القول يكون صحيحاً فقط عند مقارنتها باللهجات المغاربية كما سنرى لاحقاً.
تتميز اللهجة الحسانية بغناها المثير بالأنماط التعبيرية الشفاهية المتنوعة ففي مجتمع الصحراء، الذي تقل فيه الكتابة ووسائلها، تصبح التعابير الشفهية هي وسيلة التواصل الناقلة للتجارب والحافظة للذاكرة الجمعية التي تترسخ وتتجذر من خلال جلسات السمر التي تميز ليل الصحراء الطويل حيث لا وسائل ترفيه ولا وسائط تواصل عدى الصور اللغوية المحمولة في ثنايا الذاكرة الشعبية.
وتضم اللهجة الحسانية تراثا شعريا غنيا يتصف ببحوره وتفعيلاته ومقاماته المتنوعة التي شملت جميع مناحي التعبير من غزل وفخر ومدح وهجاء ونقائض واخوانيات وغيرها، وتراث قصصي يشمل مختلف مناحي الحياة وتخدم كل مجموعة قصصية أهدافاً تربوية أو دينية أو اخلاقية مختلفة وتعتبر شخوص الرواية – هكذا تسمى الحكاية الصحراوية- ابطالاً معروفين في المجتمع يعبر بهم عن حالات حقيقية عادة ما تستذكر في المواقف النقدية على الأخص، ف"شرتات" يرمز للنهم و"تيبة" رمز للبلاهة وغير هذا كثير. كما يتميز القصص الشعبي الصحراوي بصور من الخيال الجميل حيث تحمل الجمادات والحيوانات معاني رمزية وتتصف بقدرتها على الحديث والكلام على زعم انها كانت كلها ناطقة مثل الإنسان في زمن ماضي.
كما تضم اللهجة الحسانية كما كبيرا من الأمثال والحكم التي تتميز بارتباطها بالإنسان والأرض ونستطيع أن نتلمس نمط العيش والرؤى من خلال انعكاس البيئة الصحراوية الإجتماعية والطبيعية في ثناياها.
وفضلاً عن الجوانب الأدبية فإن اللهجة الحسانية تحمل تراثا علمياً قيماً خاصة في علوم الفلك (اسماء النجوم ومواقعها والمطالع -المنازل الفلكية- ودلالاتها في فهم التقلبات الجوية) والطب والمناخ والنبات والجغرافيا والجيولوجيا في جانبها الجيومورفولجي (التضاريسي) حيث تحمل اللهجة الحسانية تصنيفا تفصيليا لجميع المظاهر التضاريسية الصحراوية.
ويكفي هنا أن نشير إلى أن مصطلحات مثل: "القلب" و"الكدية" و"القارة" و"الظلعة" و"الطارف" و"السن" و"الطوق" و"الزملة" و"الحنك" و"ألوس" و"الزبارة" كلها وصف للمرتفعات غير أن الصحراوي يفهم منها معنا ًدقيقا من حيث الشكل والحجم وحتى المواد المكونة لها أحياناً.
المؤسف في مصير اللهجة الحسانية، وهي التي حملت الموروث الثقافي الصحراوي الممتد لمئات السنين، أنها لهجة شفاهية قلما تكتب مما يعني أن الموروث المنقول عبرها معرض للزوال بزوال حامليه، حيث أصبح التواصل بين الأجيال أقل مما كان عليه في ظل انتشار وسائل الترفيه المعاصرة كالفضائيات والانترنيت مما يدفع الى التفكير الجاد في ضرورة تسجيل التراث الحساني وتوثيقه
0 التعليقات:
إرسال تعليق