أدت الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها مصر في أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات بالإضافة إلى هزيمة مصر في حرب فلسطين 1948 إلى حدوث نوع من الحراك السياسي داخل الجيش، الذي ظل المؤسسة المصرية الوحيدة التي كانت خارج الحركة السياسية منذ فشل ثورة عرابي، وتشكل تنظم سري من بعض ضباط الجيش أسسه البكباشي (مقدم) جمال عبد الناصر وعرف باسم "تنظيم الضباط الأحرار" ، وقد ضم عدداً من صغار الضباط الذين اختاروا اللواء محمد نجيب ليكون قائداً عليهم لما توسموه فيه من الوطنية والصدق ، وقد نجحت الثورة في السيطرة على الأوضاع في ليلة 23 يوليو 1952، وأذاع أنور السادات البيان الأول للثورة باسم اللواء محمد نجيب، وتم عزل الملك فاروق وتنصيب ابنه الطفل أحمد فؤاد الثاني ملكاً على مصر في 26 يوليو 1952، ثم في 18 يونيو 1953 تم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وأصبح محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية. وفي عهده بدأت المفاوضات مع الإنجليز حول مستقبل السودان، وكذلك صدر قانون الإصلاح الزراعي الأول في 9 سبتمبر 1953 والذي حدد الملكية الزراعية بمائتي فدان كحد أقصى. ونتيجة للخلاف بين محمد نجيب وأعضاء مجلس قيادة الثورة حول طبيعة الدور الذي يجب أن يلعبه الضباط في المرحلة المقبلة ؛ صدر قرار مجلس قيادة الثورة بإعفاء محمد نجيب من رئاسة الجمهورية، وتولى جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية.
وقد أخذ جمال عبد الناصر على عاتقة مهمة تنفيذ كل المبادئ التي نادت بها الثورة ، فعملت الحكومات المختلفة للثورة على استصلاح الأراضي الصحراوية ، وإصدار قانون الإصلاح الزراعي الثاني الذي حدد الملكية بمائة فدان ثم القانون الثالث الذي حددها بخمسين فداناً، كما اهتمت حكومات الثورة بالصناعة وأنشأت العديد من المصانع الكبرى مثل مصانع الحديد والصلب في حلوان والأسمدة بأسوان وغيرها ، وأممت قناة السويس، وأنشأت السد العالي، كما اهتمت بتحديد ساعات العمل ، وأصدرت قوانين التأمينات الاجتماعية ، وكذلك حصلت المرأة على حق التصويت في الانتخابات وكذلك على حق الترشيح لعضوية المجالس النيابية. وكذلك اهتمت حكومات الثورة اهتمت بالتعليم وجعلته مجانياً في كل المراحل.
وفي المجال السياسي تبنت الثورة فكرة القومية العربية ، وسعت إلى مساندة الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار ، وحققت الوحدة مع سوريا واليمن ، كما سعت إلى محاربة الاستعمار بكافة صوره وأشكاله في أفريقيا وآسيا ، وكان لمصر دور رائد في تأسيس جماعة دول عدم الانحياز.
ولكن قوى الاستعمار تآلبت على الثورة وسعت للقضاء عليها أكثر من مرة سواء في العدوان الثلاثي 1956 (إنجلترا وفرنسا وإسرائيل) ، أو في العدوان الإسرائيلي في حرب يونيو 1967 بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن مصر نجحت في تحقيق النصر في عهد الرئيس محمد أنور السادات (1970 – 1981) حيث نجحت القوات المصرية في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف ، وتحريك عملية السلام من خلال المبادرة الجريئة للرئيس السادات وتم توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1979 التي بمقتضاها انسحبت إسرائيل من سيناء.
وبعد مقتل الرئيس السادات تولى نائبه (محمد حسني مبارك) رئاسة الجمهورية، وقد سعى الرئيس مبارك إلى استكمال المسيرة ، فاستعيدت طابا ، ثم بدأت مسيرة التنمية ، حيث تم استصلاح ملايين الأفدنة من الأراضي الصحراوية ، وتم تدعيم القطاع الخاص الصناعي والتجاري ، وتحسنت علاقات مصر الخارجية مع الدول العربية والعالم الخارجي. غير أن أهم الإصلاحات التي يشهدها عصر الرئيس مبارك حالياً هي تحقيق المبدأ الذي نادت به الثورة عند قيامها وتأخر تحقيقه وهو مبدأ إقامة حياة ديمقراطية سليمة، فتم تعديل الدستور وأصبح اختيار رئيس الجمهورية يتم بالانتخاب الحر المباشر لأول مرة في تاريخ مصر ، ووبعد أن أجريت الانتخابات أعلنت لجنة الانتخابات فوز الرئيس مبارك ليصبح أول رئيس جمهورية منتخب بواسطة الانتخاب المباشر وليس الاستفتاء،
المصدر : دار الوثائق القوميه
وقد أخذ جمال عبد الناصر على عاتقة مهمة تنفيذ كل المبادئ التي نادت بها الثورة ، فعملت الحكومات المختلفة للثورة على استصلاح الأراضي الصحراوية ، وإصدار قانون الإصلاح الزراعي الثاني الذي حدد الملكية بمائة فدان ثم القانون الثالث الذي حددها بخمسين فداناً، كما اهتمت حكومات الثورة بالصناعة وأنشأت العديد من المصانع الكبرى مثل مصانع الحديد والصلب في حلوان والأسمدة بأسوان وغيرها ، وأممت قناة السويس، وأنشأت السد العالي، كما اهتمت بتحديد ساعات العمل ، وأصدرت قوانين التأمينات الاجتماعية ، وكذلك حصلت المرأة على حق التصويت في الانتخابات وكذلك على حق الترشيح لعضوية المجالس النيابية. وكذلك اهتمت حكومات الثورة اهتمت بالتعليم وجعلته مجانياً في كل المراحل.
وفي المجال السياسي تبنت الثورة فكرة القومية العربية ، وسعت إلى مساندة الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار ، وحققت الوحدة مع سوريا واليمن ، كما سعت إلى محاربة الاستعمار بكافة صوره وأشكاله في أفريقيا وآسيا ، وكان لمصر دور رائد في تأسيس جماعة دول عدم الانحياز.
ولكن قوى الاستعمار تآلبت على الثورة وسعت للقضاء عليها أكثر من مرة سواء في العدوان الثلاثي 1956 (إنجلترا وفرنسا وإسرائيل) ، أو في العدوان الإسرائيلي في حرب يونيو 1967 بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن مصر نجحت في تحقيق النصر في عهد الرئيس محمد أنور السادات (1970 – 1981) حيث نجحت القوات المصرية في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف ، وتحريك عملية السلام من خلال المبادرة الجريئة للرئيس السادات وتم توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1979 التي بمقتضاها انسحبت إسرائيل من سيناء.
وبعد مقتل الرئيس السادات تولى نائبه (محمد حسني مبارك) رئاسة الجمهورية، وقد سعى الرئيس مبارك إلى استكمال المسيرة ، فاستعيدت طابا ، ثم بدأت مسيرة التنمية ، حيث تم استصلاح ملايين الأفدنة من الأراضي الصحراوية ، وتم تدعيم القطاع الخاص الصناعي والتجاري ، وتحسنت علاقات مصر الخارجية مع الدول العربية والعالم الخارجي. غير أن أهم الإصلاحات التي يشهدها عصر الرئيس مبارك حالياً هي تحقيق المبدأ الذي نادت به الثورة عند قيامها وتأخر تحقيقه وهو مبدأ إقامة حياة ديمقراطية سليمة، فتم تعديل الدستور وأصبح اختيار رئيس الجمهورية يتم بالانتخاب الحر المباشر لأول مرة في تاريخ مصر ، ووبعد أن أجريت الانتخابات أعلنت لجنة الانتخابات فوز الرئيس مبارك ليصبح أول رئيس جمهورية منتخب بواسطة الانتخاب المباشر وليس الاستفتاء،
المصدر : دار الوثائق القوميه