العهد الملكي
1922 – 1953
تمثلت أهم نتائج ثورة 1919 في صدور تصريح 28 فبراير 1922 الذي اعترفت انجلترا بموجبه بأن مصر دولة حرة مستقلة مع تحفظات أربعة خاصة بحماية القناة والأجانب والأقليات والسودان. وبموجب ذلك التصريح تغير لقب حاكم مصر من سلطان إلى ملك ، وتم وضع دستور لمصر في سنة 1923 ، وبموجبه جرت انتخابات عامة فاز بها حزب الوفد ، وأصبح سعد زغلول رئيساً للوزراء ، وقامت حكومته التي عرفت باسم حكومة الشعب بأعمال عظيمة، ولكن انجلترا سعت إلى التخلص من هذه الوزارة ، فاستغلت حادثة مقتل السير لي ستاك ، ووجه المندوب السامي البريطاني إنذاراً إلى سعد يتضمن مجموعة من المطالب ، وقامت القوات البريطانية باحتلال جمارك الإسكندرية وهددت باتخاذ إجراءات أكثر صرامة، ولكن حكومة سعد رأت استحالة تنفيذ تلك المطالب؛ فتقدمت باستقالتها ، وقد قبل الملك فؤاد الاستقالة لأنه وجدها فرصة للتخلص من غريم قوي، هذا بالرغم من الاحتجاجات الشعبية الكثيرة التي طالبت الملك بعدم قبول استقالة سعد.
وتولى زيوار باشا رئاسة الوزراء ، واستجاب لمطالب الإنجليز(1)، (2)، وباستقالة سعد تبدأ مرحلة جديدة من تلاعب الملك بالوزارات ، والصراع بين الأحزاب على الحكم ، وظهور أحزاب جديدة(1)، (2) ، وتحالف تلك الأحزاب مع السراي أو مع الاحتلال ، مما حول مسار القضية الوطنية المصرية واستنزف جهود القوى الوطنية في صراع داخلي لا طائل تحته. وكان أهم مظاهر هذه الصراعات وتدخل القصر والاحتلال فيها ما حدث بعد قيام الحرب العالمية الثانية ، وظهور ميول الملك فاروق نحو قوات المحور التي كانت قد بدأت تقترب من حدود مصر الغربية ؛ مما حدا بالإنجليز إلى محاصرة قصر عابدين بالدبابات وإجبار الملك على تعيين النحاس باشا رئيساً للوزراء ، وبتولي النحاس رئاسة الوزارة بدأت مرحلة جديدة تمثلت في تحالف الوفد مع إنجلترا ودول الوفاق من أجل صد الخطر النازي/ الفاشي الذي كان يحاول غزو مصر من ليبيا بقيادة روميل، ونجحت القوات البريطانية بفضل المساعدات المصرية في تحقيق النصر على القوات الألمانية – الإيطالية ، وبانتهاء الحرب يعود الملك فاروق إلى لعبته القديمة ، ويقيل وزارة النحاس ويبدأ فترة تلاعب بالوزارات لا تنتهي إلا بقيام ثورة 23 يوليو 1952.
ولكن الفترة الملكية تميزت رغم كل ما سبق بعدة ميزات، أهمها زيادة التقارب العربي الذي بدأ في صورة برقيات وخطابات ، ثم مقابلات ومؤتمرات ، ثم انتهى إلى إعلان ميثاق جامعة الدول العربية في مارس 1945.
المصدر : دار الوثائق القوميه
1922 – 1953
تمثلت أهم نتائج ثورة 1919 في صدور تصريح 28 فبراير 1922 الذي اعترفت انجلترا بموجبه بأن مصر دولة حرة مستقلة مع تحفظات أربعة خاصة بحماية القناة والأجانب والأقليات والسودان. وبموجب ذلك التصريح تغير لقب حاكم مصر من سلطان إلى ملك ، وتم وضع دستور لمصر في سنة 1923 ، وبموجبه جرت انتخابات عامة فاز بها حزب الوفد ، وأصبح سعد زغلول رئيساً للوزراء ، وقامت حكومته التي عرفت باسم حكومة الشعب بأعمال عظيمة، ولكن انجلترا سعت إلى التخلص من هذه الوزارة ، فاستغلت حادثة مقتل السير لي ستاك ، ووجه المندوب السامي البريطاني إنذاراً إلى سعد يتضمن مجموعة من المطالب ، وقامت القوات البريطانية باحتلال جمارك الإسكندرية وهددت باتخاذ إجراءات أكثر صرامة، ولكن حكومة سعد رأت استحالة تنفيذ تلك المطالب؛ فتقدمت باستقالتها ، وقد قبل الملك فؤاد الاستقالة لأنه وجدها فرصة للتخلص من غريم قوي، هذا بالرغم من الاحتجاجات الشعبية الكثيرة التي طالبت الملك بعدم قبول استقالة سعد.
وتولى زيوار باشا رئاسة الوزراء ، واستجاب لمطالب الإنجليز(1)، (2)، وباستقالة سعد تبدأ مرحلة جديدة من تلاعب الملك بالوزارات ، والصراع بين الأحزاب على الحكم ، وظهور أحزاب جديدة(1)، (2) ، وتحالف تلك الأحزاب مع السراي أو مع الاحتلال ، مما حول مسار القضية الوطنية المصرية واستنزف جهود القوى الوطنية في صراع داخلي لا طائل تحته. وكان أهم مظاهر هذه الصراعات وتدخل القصر والاحتلال فيها ما حدث بعد قيام الحرب العالمية الثانية ، وظهور ميول الملك فاروق نحو قوات المحور التي كانت قد بدأت تقترب من حدود مصر الغربية ؛ مما حدا بالإنجليز إلى محاصرة قصر عابدين بالدبابات وإجبار الملك على تعيين النحاس باشا رئيساً للوزراء ، وبتولي النحاس رئاسة الوزارة بدأت مرحلة جديدة تمثلت في تحالف الوفد مع إنجلترا ودول الوفاق من أجل صد الخطر النازي/ الفاشي الذي كان يحاول غزو مصر من ليبيا بقيادة روميل، ونجحت القوات البريطانية بفضل المساعدات المصرية في تحقيق النصر على القوات الألمانية – الإيطالية ، وبانتهاء الحرب يعود الملك فاروق إلى لعبته القديمة ، ويقيل وزارة النحاس ويبدأ فترة تلاعب بالوزارات لا تنتهي إلا بقيام ثورة 23 يوليو 1952.
ولكن الفترة الملكية تميزت رغم كل ما سبق بعدة ميزات، أهمها زيادة التقارب العربي الذي بدأ في صورة برقيات وخطابات ، ثم مقابلات ومؤتمرات ، ثم انتهى إلى إعلان ميثاق جامعة الدول العربية في مارس 1945.
المصدر : دار الوثائق القوميه
0 التعليقات:
إرسال تعليق