ظاهرة العنف في المدارس المصرية هل من سبيل إلى الحل؟.
مركزماعت للدراسات الحقوقية والدستورية أصدر تقريره ربع السنوى الأول للعام2009عن (ظاهرة العنف المدرسي في مصر)
المدارس ... هل لا زالت مواطن للفضيلة ؟!!
المدرسة ليست مجرد جدران وفصول وفناء ولكنها عتبات مقدسة نخلع عندها أثواب التعصب والحقد والكراهية ونتبرأ على أبوابها من خطايانا ونتطهر من ذنوبنا ، وهي أيضا ليست مجرد مناهج وكتب وبشر ولكنها مصانع للعقول الواعية والنفوس المتسامحة والقلوب القادرة على الحب .
لذا فعندما تتحول مواطن الفضيلة إلى معاقل للرذيلة وبيوت الإصلاح إلى أوكار للفساد ، وعندما تصبح للقوة الكلمة العليا في المؤسسة التعليمية وتصل الأمور بين المدرس والتلاميذ إلى القتل ركلا ، وبين أولياء الأمور والمدرسين إلى الضرب بالأحذية ، وبين الطلاب وبعضهم إلى استخدام الأسلحة البيضاء كوسيلة لحسم خلافاتهم الصغيرة ، عندما تصل الأمور إلى هذا الحد فلابد من أن نشعر بالخطر، وندرك أن الأمور تسير في عكس الاتجاه وأن منظومة قيم المجتمع تعاني من خلل غير عادي قد يدفع الوطن إلى حافة الهاوية .
وفي إطار اهتمام " ماعت " بملفي السلام المجتمعي والتنمية البشرية ، ورصده المستمر لحالة السلام الاجتماعي داخل المؤسسات التعليمية ، وفي إطار سعيه لترسيخ قيم التسامح ونبذ العنف في المجتمع المصري باعتبارها ضمانة رئيسية لحفظ كيان المجتمع ومتطلب رئيسي لإحداث التنمية البشرية الشاملة ، لذا فقد أصدر ماعت تقريرا عن ظواهر العنف المدرسي في الربع الأول من عام 2009 وذلك تحت عنوان " العنف في المدارس المصرية هل من سبيل إلى الحل " .
وتعرض التقرير لمفاهيم العنف وموقفه من الطبيعة الإنسانية ، كما تناول العنف المدرسي باعتباره مجموع السلوك غير المقبول اجتماعياً بحيث يؤثر على النظام العام للمدرسة، ويؤدي إلى نتائج سلبية فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي ، وينقسم إلى عنف مادي كالضرب ، والمشاجرة ، والتخريب داخل المدرسة ، والكتابة على الجدران وعنف معنوي كالسخرية والاستهزاء ، والشتم والعصيان وإثارة الفوضى .
و تناول التقرير العلاقة بين العنف والقوة والعنف والعدوان، كما تناول أنواع العنف المختلفة وعناصر العنف المدرسي التي قسمها الى عنف بين الطلاب وبعضهم ، وعنف بين المدرسين والطلاب وعنف بين المعلمين وبعضهم ، والتخريب المتعمد للممتلكات العامة ، واقتحام المدرسة من أشخاص خارجيين .
وكشف التقرير عن أن ظاهرة العنف في المدارس هي نتيجة لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية في حياة الطالب والمعلم ، فالعملية التعليمية تبني بالأساس على العلاقة التفاعلية الدائمة والمتبادلة بين الطلاب و مدرسيهم ، فيؤثر سلوك كل منهما على الآخر وكلاهما يتأثران بالخلفية البيئية ، ولذا فإنه لا بد من أخذ المعطيات البيئية بعين الاعتبار والدراسة لمعرفة أسباب ظاهرة العنف المدرسي ، وسرد التقرير الأسباب التي استقر عليها الباحثون و المهتمون والمسئولة عن ظاهرة العنف .
وقد رصد التقرير حوالي 37 حالة عنف مدرسي خلال الأشهر الثلاث الأولى من عام 2009 ،علما بأن المهتمين بهذا الشأن يرون أن ما ينشر إعلاميا من حوادث العنف المدرسي لا يتعدى 10% من الحوادث الفعلية ، كما كشف التقرير عن تفوق العنف المدرسي في صورة عنف المدرسين تجاه الطلاب علي باقي أنواع وصور العنف المدرسي حيث وصلت نسبته إلي 51 % من جملة صور العنف ليصبح بذلك أكثر صور العنف المدرسي انتشاراً في المجتمع المصري ، أما في المركز الثاني فجاء عنف الطلاب تجاه بعضهم البعض وصلت إلي 27 % ، وفي المركز الثالث جاء عنف المدرسين تجاه بعضهم البعض بنسبة 11% ، وفي المركز الرابع جاءت صورة عنف الطلاب تجاه المدرسين بنسبة 8 % ، وفي المركز الخامس والأخير جاءت صورة العنف الطلابي تجاه محتويات المدرسة بنسبة 3% .
وعلى صعيد التغطية الصحفية لقضايا العنف المدرسي فقد كشف التقرير عن أن صحف روزا ليوسف والأهرام والبديل كانت في مقدمة صحف العينة من حيث تناولها لقضايا العنف المدرسي خلال الفترة المذكورة .
وقد أوصى التقرير بضرورة إعادة الاعتبار إلى تعيين خريجي كليات التربية باعتبارهم الأكثر تأهيلا للتعامل مع الطلاب ، وكذلك ضرورة عادة بناء الهيكل التعليمي من جديد بإقامة إدارات قوية وسليمة و علي درجة عالية من الكفاءة في إدارة المدارس والإدارات التعليمية ، وتعيين مشرفين وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين وزائرين صحيين علي درجة عالية من الكفاءة ، وتدريب وتأهيل أطراف العملية التعليمية على مهارات التوصل الفعال وحل المشكلات والتسامح ونبذ العنف واحتواء الطلاب أصحاب المشكلات الاجتماعية والنفسية والسيطرة على تمردهم .
كما أوصى بإعادة النظر في المناهج العلمية لتكون أكثر تغزيزا للمبادئ والأخلاقيات الحميدة والنابذة للعنف في نفوس الطلاب ، و تطبيق معايير وشروط الجودة في العملية التعليمية لأن ذلك يضمن عدم وجود إدارة تعليمية فاشلة ، وكذلك أهمية إعادة الاعتبار للأنشطة المدرسية حتى يمكن تفريغ طاقات الطلاب فيها بدلاً من تفريغها في صورة عنف بين بعضهم البعض أو بينهم وبين المدرسين وغيرهم .
وفيما يأتي التقريرالذي أصدره ماعت عن العنف في المدارس المصرية:
العنف في المدارس المصرية هل من سبيل إلى الحل؟.
مركزماعت للدراسات الحقوقية والدستورية أصدر تقرير (ربع السنوى الأول 2009عن ظاهرة العنف المدرسي):
المدارس ... هل لا زالت مواطن للفضيلة ؟!!
مقدمة:
مع تنامي حوادث ووقائع العنف المدرسي الأخيرة في مصر تزايد الاهتمام برصد أسباب ذلك النمط السلوكي العنيف ، و رغم أن هذه الوقائع لا تعبر بالضرورة عن أحداث عارضة حديثة ، بل أن هذا النمط يُعبر عنه في وقائع سابقة ، تؤكد أن العنف المدرسي الحالي ليس بأمر طارئ وليد الساعة أو جديد بل هو ظاهرة موجود بالفعل ومنذ وقت ممتد ، و حُرم من حقه في البحث والدراسة التفصيلية والتحليلية ، و ارتفعت درجته والتخوف منه و أصبحت بادية للعيان ، و باتت الأوضاع بالمؤسسات التعليمية مقلقة.
وتأتي أهمية دراسة العنف إلي كون العنف مؤشر علي وجود نوعاً من الخلل في بنية المجتمع وطبيعة العلاقات القائمة بين عناصره ، ومنبهاً لاحتمالية وجود اضطرابات اجتماعية لاحقة ، قد يمكن تجنبها إذا انتبهنا لها أو بادرنا بالحد منها والتهيؤ لإنهائها.
وبعيداً عن كون العنف في أحد أسبابه نوعاً من تكيف الشخص كوسيلة للتعبير عن مطالب محددة أو وسيلة للدفاع عن النفس والممتلكات أو تفريغ لتوترات مختزلة ، أو لحل صراعات أو إزاحة عقبات تحول دون تحقيق أهداف ما ، يمكن استخدام دراستنا للعنف كوسيلة أو مقياس لتقييم أداء المؤسسة كالمؤسسة التعليمية لتقييم فعاليتها في التنشئة الاجتماعية ومدي قصورها ، فالمفترض أن يكون أحد أهدافها تحقيق السلام المجتمعي ، بين الطلاب وبعضهم البعض من جهة وبينهم وبين الأساتذة و المعلمين من جهة آخري ، وبين الأساتذة وبعضهم البعض من جهة ثالثة.
كما تمكنا تلك الدراسة من وضع إطار علاجي ما لما نراه من سوء في الأوضاع التعليمية ، أو وضع إطار وقائي بتوفير مناخ يتمتع بتوافر عوامل معينة حائلة ضد نشوب العنف داخل المؤسسة التعليمية .
وبناء عليه ، يستهدف هذا التقرير الوقوف علي عدد من النقاط الأساسية فيما يخص ظاهرة العنف المدرسي ، حيث نبين هنا مفاهيم علم الاجتماع حول العنف عامة والعنف المدرسي علي وجه الخصوص ، كذلك العلاقة بين العنف والقوة ، وأشكال العنف المدرسي ومظاهره وأسباب العنف المدرسي المختلفة، مع الإحاطة بملخص حول المداخل النظرية المفسرة لأسباب العنف ،المنظور السوسيولوجي في علاج ظاهرة العنف المدرسي ، وأهم البرامج والسياسات المتعلقة بالعنف المدرسي ، حجم واتجاه العنف المدرسي على المستوى الإقليمي والدولي.
التعريف بالعنف المدرسي:
تتنوع مسميات العنف المدرسي فقد يسمي العنف التربوي بحكم كونه نمطاً من أنماط العنف لكنه يمارس داخل الصرح التعليمي ، وبعض الدول مثل مصر تسمي الوزارة المختصة بشئون التعليم الأساسي بوزارة التربية والتعليم [1].
ويعرف العنف حسب النظريات المعرفية والعلمية المختلفة سواء الاجتماعية أو النفسية أو غيرهما بأنه سلوك سلبي يتميز بطبيعة انفعالية شديدة غالبا ما يلجأ إليها الشخص لتأكيد ذاته بعد فشله في تأكيد ذاته بطرق و وسائل أخرى ، وعادة ما يؤدي العنف إلى التدمير أو إلحاق الأذى أو الضرر المادي وغير المادي بالنفس أو الغير.
وهي ظاهرة ليست خاصة بمجتمع أو بآخر حيث أن الإنسان ليس عنيفاً بالفطرة أو أن العنف غريزة بشرية عدوانية ، حيث أكثر الاجتهادات العلمية اتفقت حول كون العنف سلوك مكتسب وليس فطري ، فالعنف لا هو من طبيعة البشر، ولا هو محرك التاريخ ، كما أن العنف ليس ناتجاً عن صفات وراثية نتيجة عوامل بيولوجية ، وهذا ما تراه " نظرية التعلم الاجتماعي "[2] وأحياناً تسمي بـ " التعلم بالنموذج " التي وضع أسسها " ألبرت باندورا و والترز " وآخرون غيرهما ، فلم تستطع البحوث التجريبية إقامة الدليل الكافي علي صحة القول بأن هناك علاقة مباشرة بين العوامل الفسيولوجية والعنف المتمثل في الانتقال الوراثي للعنف عبر الأجيال ، كما لم تستطع تحديد مسئولية أجزاء معينة من المخ عن السلوك العنيف.
أما أصحاب الرأي المضاد فيرون : أن العنف من طبيعة الإنسان ، وإنه هو الخطيئة الأولى التي لوثت التاريخ كله بالدماء وهي حادث قتل قابيل لأخيه هابيل، وهذه هي " نظرية العنف الغريزي أو ما تعرف بنظرية التحليل النفسي " ومقولتها الشهيرة : " أصل كل الشرور " [3]، وفي تفسيراتها للتاريخ الإنساني تقدم إدانات أخلاقية مجردة لكل وأي شكل من أشكال العنف مهما كانت دوافعه ، فلدى هؤلاء شعار واحد هو: كل التاريخ عنف ، وكل عنف مدان [4]، فقد منحت تلك النظرية إلي الإنسان أولوية على المجتمع ، ونظرت إليه على أنه مخلوق ضعيف مقهور ، و قد تتعرض طبيعته البدائية للانفجار فتتخذ شكل السلوك المضطرب ، وتتحين الفرصة للظهور، وأحد أنصار هذه النظرية " فرويد "[5] حيث يري أن الطبيعة البشرية تتألف من نوعين من الغرائز هي :
1- غريزة الاتحاد والاندماج.
2- غريزة الموت أو العدوانية وهي الغريزة المضادة للأولي تماماً وتحض علي الكراهية والتدمير.
وهناك نظرية ثالثة زاوجت بين نظريتي الغريزة والتعلم تسمي بنظرية الدافع (DRIVE ) أو كما يسميها البعض بنظرية الإحباط - العدوانية حيث فسرت العنف بأنه استجابة فطرية ، يحركها شعور بالإحباط مكتسب من البيئة ( الإحباط أو العدوان) ، وكأن هذه النظرية الأخيرة تري أن العنف ما هو إلا رد فعل طبيعي يمارسه الفرد لما يتعرض له من ضغوط بيئية مختلفة[6].
وتري أن العدوانية تظهر دوماً إذا سبقها إحباط وحدة العدوانية هي دالة لقوة الإحباط، وقد ارتكزت النظرية على مبدأين:
- حدوث الإحباط يزيد ميل الإنسان إلى الرد بصورة عدوانية.
- الرد العدواني يدل على أحداث سابقة من الإحباط.
و تعرف الإحباط على أنه حالة تمنع أو تؤجل السلوك الهادف إلى تحقيق رغبة ما ، وحالة الإحباط تكون أشد كلما كان الشخص قريباً من تحقيق هدفه .
ومع تطور هذه النظرية اعتمدت على أن الإحباط هو السبب في ظهور العنف ويشار إلى أن العدوانية ظاهرة طبيعية وعالمية لكنها تعتمد على ردود الفعل كاستجابة لمواقف الإحباط وتقليل من مواقف الإحباط ، تقلل المواقف العنيفة والعدوانية ، ومن خلال العنف يستطيع الشخص المحبط الشاعر بالعجز من إثبات قوته وقدراته ، فالمنافسة السلبية بين الطلاب تخلق نوع من الإحباط المعبر عنه بسلوكيات عنيفة وبعض الآراء لدي أصحاب هذه النظرية يرفض أن يكون الإحباط جالباً دوماً للعدوانية ، ويوافق على أن وراء التصرف العدواني يوجد دوماً إحباط ، بمعنى آخر ليس كل محبط عدواني ولكن كل عدواني محبط.
ومن تعريفات العنف عامة:
هناك تعريفات كثيرة في العديد من الأدبيات المعاصرة حاولت أن تكشف عن مفهوم العنف من جوانب مختلفة .
تعريف جميل صليبا في معجمه الشهير:" المعجم الفلسفي" أنه فعل مضاد للرفق ، ومرادف للشدة والقسوة. والشخص العنيف (Violent) هو المتصف بالعنف . و العنيف من الميول: الهوى الشديد الذي تتقهقر أمامه الإرادة ، وتزداد صورته حتى تجعله مسيطراً على جميع جوانب النفي ، والعنيف من الرجال هو الذي لا يعامل غيره بلا رفق، ولا تعرف الرحمة سبيلاً إلى قلبه[7].
تعريف عبد المالك أشهبون: العنف هو استخدام القوة استخداماً غير مشروع ، أو غير مطابق للقانون[8].
هو تجاوز الحد والغلظة والتعسف والخرق ، وهو ضد الرفق.
وفي قاموس علم الاجتماع : يظهر العنف عندما يكون ثمة فقدان للوعي لدى أفراد معينين أو في جماعات ناقصة المجتمعية وبهذه الصفة يمكن وصفه بالسلوك اللاعقلاني.
يرى بول فولكي في قاموسه التربوي : أن العنف هو اللجوء غير المشروع إلى القوة، سواء للدفاع عن حقوق الفرد ، أو عن حقوق الغير، كما أن العنف لا يظهر بحدة إلا في وجود الفرد/المراهق في مجموعة ما.
وعند أندري لاند :يري إن العنف هو فعل، أو عن كلمة عنيفة. وهذا ما يدخل في نطاق العنف الرمزي ، فأول سلوك عنيف هو الذي يبتدئ بالكلام ثم ينتهي بالفعل. وهكذا فتحديدات العنف تعددت واختلفت ، إلا أن الجميع يقر على أنه سلوك لا عقلاني ، مؤذي ، غير متسامح.
وعند فرويد : العنف هو نزوع فطري غريزي متجذر في الطبيعة البشرية.
وعند د. سعدي شاكر حمودي الأستاذ المساعد في قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة بغداد : العنف سلوك أو فعل إنساني يتسم بالقوة والإكراه والعدوانية ، صادر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعةً أو دولة ، وموجه ضد الآخر بهدف إخضاعه واستغلاله في إطار علاقة قوة غير متكافئة ، مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى ، ولذا يوضح لنا أن العنف له معني وأحد لا يختلف " إيذاء شخص" وإلحاق الضرر به ، و يغرس العنف في نفس الطفل منذ صغره بما يؤكد علي اتجاهنا في هذا التقرير بأن العنف سلوك يكتسب وينشأ مع الطفل خطوة بخطوة ليصل إلي ذروته في فترة الشباب والمراهقة، وهذا سلوك من السلوك التي يتعلمها الشخص بمرور الوقت لكن من السهل تغييرها[9].
ولدي منظمة الصحة العالمية في تقريرها العالمي حول لعنف والصحة عرفت العنف علي أنه " الاستخدام المتعمد للقوة و الطاقة البدنية المهدد بها أو الفعلية ضد أي طفل من قبل أي فرد أو جماعه تؤدى إلى أو من المرجح للغاية أن تؤدى إلى ضرر فعلى أو محتمل لصحة الطفل أو بقاؤه على قيد الحياة أو نموه أو كرامته ".
العنف: نشاط تخريبي يقوم به الفرد لإلحاق الضرر والأذى المادي أو الجسدي أو المعنوي كالسخرية أو الاستخفاف[10] .
ومن تعريفات العنف المدرسي :
هو سلسة من العقوبات الجسدية و المعنوية داخل إطار المؤسسة التعليمية أو التربوية و الذي يؤدي إلى نوع من " العطل النفسي و القصور العقلي " الذي ينعكس سلبا على مستوى التكيف الذاتي أو الاجتماعي لدى الطلبة.
هو مجموع السلوك غير المقبول اجتماعياً بحيث يؤثر على النظام العام لمدرسة، ويؤدي إلى نتائج سلبية فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي ، وينقسم إلى عنف مادي كالضرب ، والمشاجرة ، والتخريب داخل المدرسة ، والكتابة على الجدران وعنف معنوي كالسخرية والاستهزاء ، والشتم والعصيان وإثارة الفوضى .
وفي دراسة منظمة اليونيسيف حول العنف ضد الأطفال( أكتوبر 2006 ) :عرفت العنف علي على أنه الاستخدام المتعمد للقوة الجسدية – فعلياً أو بالتهديد – مما يتسبب أو قد يتسبب بالإصابة أو الوفاة أو الأذى النفسي أو سوء النماء أو الحرمان ، هذا و تستند الدراسة في فهمها للعنف على اتفاقية حقوق الطفل.
العلاقة بين العنف والقوة:
مع تنوع وتعدد التعريفات المقدمة حول تعريف العنف إلا أنها عامة ً تتضمن وجود معنى واحداً هو استخدام القوة المادية أو المعنوية ضد الآخر، بغرض الإضرار به ، إنه سلوك أو فعل أو قول يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال وإخضاع طرف آخر لا يملك نفس المقومات الجسدية أو المعنوية أو الاجتماعية التي تسمح له بدفع الأذى أو العدوان عن نفسه. وبما أن الفئات الاجتماعية وحتى الأسرية ليست متكافئة ، فإن الأقوى كثيرا ما يستبيح العدوان ضد الأضعف ، ويوجد لاعتدائه سندا اجتماعيا، عرفيا أو دينيا أو قانونيا.
و القوة ترادف للقدرة والمقدرة والأهلية والاستطاعة والطاقة ، و العنف لا شرعية له لأنه مرفوض جملة وبإجماع النظم والقوانين ، سماوية كانت أم وضعية. ومن ثم نحسم مسبقا بأنه لا يوجد شيء اسمه العنف المشروع، وأن شرعية استخدام القوة هي غيرها في استخدام العنف.
العلاقة بين العنف والعدوان:
يمكننا المقارنة بين العنف والعدوان ، حيث العنف نوع أو شكل من أشكال العدوان ويقتصر علي الجانب المادي المباشر المتعمد من العدوان فقط ، فالعنف يعرف بأنه سلوك يستهدف إلحاق الأذى بالنفس و بالآخرين أو ممتلكاتهم [11].
ولذا يعتبر العدوان أشمل وأعم من مجرد العنف فكل عنف هو عدوان وليس العكس صحيحاً ، فالعدوان تعريفاً هو : كل سلوك يصدره ردا أو جماعة صوب أخر أو آخرين أو ذاته سواء كان لفظياً أو مادياً أو ايجابياً أو سلبياً ، مباشراً وغير مباشراً أملته مواقف مختلفة يترتب عليه إلحاق الأذى البدني أو مادي أو نفسي بور متعددة بالطرف الأخر [12].
أشكال وصور ممارسة العنف المختلفة :
العنف الجسدي:
وهو استخدام القوة الجسدية بشكل متعمد اتجاه الآخرين من أجل إيذائهم وإلحاق أضرار جسمية لهم وذلك كوسيلة عقاب غير شرعية مما يؤدي إلى الآلام وأوجاع ومعاناة نفسية جراء تلك الأضرار كما يعرض صحة الطفل للأخطار و من الأمثلة عليها الدفع و الخنق و الحرق بالنار و الضرب باليد أو بالأدوات.
العنف الجنسي:
و يعرف أيضا بالاستغلال الجنسي وهو اتصال جنسي بين طفل بالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدماً القوة والسيطرة.
العنف اللفظي:
و يعرف أيضا بظاهرة عنف اللسان و من صوره السلبية أن يتخذ شكل العدوان و قد أشير إلى أن ممارسة العنف على المستوى اللفظي أكثر منه على المستوى الجسدي.
العنف النفسي:
و هو فعل موجه من شخص أو مجموعة أشخاص ممن يمتلكون القوة والسيطرة لجعل الفرد متضرراً مما يؤثر على وظائفه الوجدانية و السلوكية و الذهنية و الجسدية من الأمثلة عليه التخويف و التهديد و الاستغلال و الصراخ و تذنيب الطفل كمتهم و غيرها.
كما يري المتهمون بالصحة النفسية أن معظم الاضطرابات الانفعالية التي تنتاب الفرد تعود إلى الخبرات المؤلمة في الطفولة مثل سوء المعاملة أو التعرض للعقاب بشدة من قبل المربين أياً كانوا [13].
عناصر العنف المدرسي:
لم تعد ظاهرة العنف في المدارس مقتصرة على الشكل النمطي لها حيث عنف المعلم تجاه طلابه ، ولكنها توسعت وتبدلت وأصبحت عنف متبادل بين المدرسين والطلاب في شكل يمثل ظاهرة داخل المجتمع المصري بشواهد وأدلة ووقائع كثير ، فظهرت صور عنف مختلفة مثل عنف الطالب تجاه زميله وعنفه تجاه المعلم وعنفه تجاه ممتلكات المدرسة بجانب عنف المعلم تجاه المعلم الأخر.
العنف بين الطلاب أنفسهم.
العنف بين المعلمين أنفسهم.
العنف بين المعلمين والطلاب.
التخريب المتعمد " بوعي أو لا وعي " للممتلكات الخاصة بالمدرسة ( تكسير أو حرق المقاعد الخشبية أو كراسات الإجابة والكتب مثلا).
اقتحام المدرسة والاعتداء علي عناصرها:
ويشير الباحثون في هذا الصدد إلي ما يسمي بالعنف المدرسي الشامل حينما يكون نظام المدرسة مضطرب بكامله وتسوده حالة من عدم الاستقرار والهدوء ، ويظهر واضحاً عدم القدرة على السيطرة على ظاهرة العنف المنتشرة بين الطلاب أنفسهم أو بينهم وبين معلميهم ، مع وجود العديد من الشكاوى من قبل الأهل على العنف المستخدم بالمدرسة[14].
ووصل الأمر حين وصف البعض العلاقة بين المعلم والمدرس بانها علاقة جلاد وملاك ، وتحول المدرسة إلي ما يشبه حلبة الصراع ومثول المعلمين مجرمين أمام القضاء ، وسقوط هيبة المدرس وقدسيته فلم يعد من الممكن ترديد مقولة " قم للمعلم ووفه التبجيلا ". هذا إضافة إلي ما قد يتعرض له عناصر المؤسسة التعليمية للعنف من عناصر خارج المؤسسة التعليمية لكن داخل سور المؤسسة التعليمية ليصبح لدينا نوعاً خامساً من العنف داخل المؤسسة التعليمية لم تضفه الدراسات والأبحاث السابقة عن العنف المدرسي ، وما يؤكد علي ذلك أن هناك وقائع حديثة في بعض المدارس المصرية تشهد علي وجود مثل هذا النوع من العنف المدرسي وكأن المدرسة في المجتمع المصري أصبحت أمراً مستباحاً أن تدخل عناصر من خارج المدرسة ( أهالي لبعض الطلاب الدارسين بالمدرسة ) للاعتداء علي عدد من عناصر المدرسة كالطلاب أو المعملين والقائمين علي المدرسة.
أسباب ظاهرة العنف المدرسي:
إن ظاهرة العنف في المدارس هي نتيجة لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية في حياة الطالب والمعلم [15] ، فالعملية التعليمية تبني بالأساس على العلاقة التفاعلية الدائمة والمتبادلة بين الطلاب و مدرسيهم ، فيؤثر سلوك كل منهما على الآخر وكلاهما يتأثران بالخلفية البيئية ، ولذا فإنه لا بد من أخذ المعطيات البيئية بعين من الاعتبار والدراسة لمعرفة أسباب ظاهرة العنف المدرسي ، وقد أرجع الباحثون و المهتمون بظاهرة العنف عامة إلى عدة أسباب كما يلي ذكر لبعض منها ، فلا يوجد تفسير واحد جامع مانع شامل صريح لأسباب العنف المدرسي ، ولكن هناك مجموعة عوامل عديدة تؤدى إلي فقد الإنسان قدرته في السيطرة علي أعصابه ومشاعره سواء كرد فعل طبيعي تجاه موقف أثاره أو أذى مشاعره ، أو أن تكون طبيعة في الشخص لعدم توافر صفة الصبر والمثابرة في مواجهة أبسط الأمور [16].
التعبير عن النفس بالعنف:
قد يأتي العنف كمحاولة للتعويض عن الشعور بالإحباط و الفشل الذين يدورا بداخل الإنسان و الناتجين من عدم القدرة على تحقيق الذات ،و للتحرر من مشاعر الغضب والإحباط ، لأن الإنسان قد لا يجد إجابات علي المشاكل التي يواجهها وبالتالي يجد هذا المخرج في إطلاق سراح غضبه في صورة العنف.
وأحيانا أخري يكون العنف وسيلة لأخذ الثأر والانتقام و مبررآ لأشخاص آخرين ، سواء للدفاع عن فرد يهتم به أو الانتقام من شخص قام بإيذائه ، أو أن يكون وسيلة للمناورة للسيطرة علي الآخرين أو للوصول إلي شئ يريدونه أو أن هناك حاجة لتحقيق الاحترام والاهتمام ولعدم تقدير النفس ، أو أن مرحلة طفولة الشخص كانت بدون اهتمام أو أنه عانى من إساءة في التعامل.
العنف داخل العائلة أو الأسرة:
مما يؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية والتي تمارسها مؤسسات الأسرة والمدرسة وغيرهما ، حيث تعتبر التنشئة الاجتماعية من أهم الوسائل التي يحافظ بها المجتمع علي خصائصه وعلى استمرار هذه الخصائص عبر الأجيال ، وهذه التنشئة هي التي تحمي التلميذ من الميول غير السوية والتي قد تتبدى في ممارسة فعل العنف الذي يتسبب بالدرجة الأولى ، في أذى النفس أولاً وأذى الآخرين ثانياً ، وبناء علي كل ما سبق فإن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى إلى حد بعيد في تنشئة الأطفال وإعدادهم التمهيدي لتلقي الدراسة خارج المنزل وعمل أولياء الأمور علي تتبع المسار الدراسي لهؤلاء الأطفال[17].
كما تؤثر في مسيرتهم الدراسية والمهنية بعد ذلك ، كما يعتبر أحد أسباب العنف التعويض عن الفشل والاختلاط برفاق السوء ، و مستوى الأسرة الاقتصادي المتدني وزيادة أعداد الأسر الفقيرة ، وانتشار معدلات الأمية بين أعداد كبيرة من الآباء والأمهات ، علي علم أن الأمية الآن صارت متعددة الأنواع والأشكال ، وظروف الحرمان الاجتماعي والقهر النفسي والإحباط والتفكك الأسري بانفصال الوالدين أو وجود مرض لأحد أفراد الأسرة ، مما يساهم في إيجاد أبناء أو أطفال غير متوافقين شخصياً واجتماعياً ونفسياً مع محيطهم الخارجي ، ويزيد ذلك من فرص شعورهم بالتوتر، كما تكثر في شخصيتهم ردود الفعل غير العقلانية ، ويكون رد فعلهم عنيفاً في حالة ما إذا أحسوا بالإذلال أو المهانة أو الاحتقار من أي شخص كان.
كما أن وجود نوع من الفتور الذي قد يسود العلاقة بين المنزل والمدرسة والفجوة بينهما ، قد يؤدي إلى عدم وجود إستراتيجية واضحة ومشتركة في التعامل مع التلاميذ داخل المدرسة أو المؤسسة التربوية والتعليمية.
تأثير وسائل الإعلام كالتلفاز والإذاعة و الصحافة:
فمسلسلات وأفلام العنف تؤدي لتزايد أسباب العنف ، لأن وسائل الإعلام المختلفة تعد قناة مهمة جدا لتعلم سلوكيات العنف خلال عملية التنشئة الاجتماعية ، فالأطفال يميلون غالبا إلى محاكاة أشكال العنف المختلفة التي يشاهدونها من خلال وسائل التخاطب الجماهيري العديدة التي كاد لا يخلو كل بيت علي احدها وما لها من تأثيرات تنطوي عليه رسالة المادة الإعلامية من مشاعر الكراهية أو التقبل أو النبذ لطائفة معينة أو قومية أو حركة سياسية أو شخصية ما أو دين ما بعينه أو لأقلية ما [18]، ولذا قد نجد في بعض المدارس أشكالاً من الاضطهاد والعنف تجاه عدداً من التلاميذ سواء من قبل تلاميذ آخرين أو عدد من الأساتذة[19].
جدير بالذكر أن نظرية التعلم الاجتماعي أكثر النظريات التي تعلي من دور وتأثيرات وسائل الإعلام في نقل سلوكيات العنف المختلفة سواء داخل أو خارج المدرسة.
أسباب تعود إلي طبيعة المجتمع:
فالمجتمعات الأبوية و السلطوية والفردية أو غيرها من النظم الاجتماعية غير الديمقراطية تزداد فيها نسبة العنف ، فمن الآراء في هذا القول أنه : من الخطأ القول إن تلميذاً أو أخر مطبوع بمواصفات جينية تحمله على ممارسة العنف دون سواه ، وأن جيناته الوراثية هي المسئولة بحكم أنه المتحكم في وظائف الجهاز العصبي للإنسان ، فما قد يصدر عن التلميذ من سلوك عنيف له أكثر من علاقة تأثر وتأثير بالمحيط الخارجي به أو ما يعرف بال الوسط المعيشي ، وبتفاعل كبير مع البيئة الجغرافية والاجتماعية التي يعيش التلميذ فيها ، لأن الصعوبات التي تعترض عملية التربية المفترضة أن تمارسها المؤسسة التعليمية تتفاعل مع العوامل الخارجية بالنسبة للمؤسسة التعليمية في كثير من الأحيان[20].
إذا فالجينات لا تخلق أشخاصاً لهم استعداد للعنف أو سلوك عدواني ، كما لا تفسر سلوك اللاعنف ، رغم تأثيرها على مستوى إمكانيات سلوكنا لكنها لا تحدد نوعية استعمال هذه الإمكانيات.
وفي دراسات حول العنف المدرسي أتضح أن ممارسة العنف من قبل الأخ الكبير أو المدرس هو أمر مباح ومقبول في بعض المجتمعات ويعتبر من المعايير الاجتماعية السليمة ، وتوضح لنا النظرية النفسية - الاجتماعية فإن الإنسان يكون عنيفاً عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكاً ممكناً ، مسموحاً ومتفقاً عليه.
بناءً على ذلك تعتبر المدرسة هي المصب لجميع الضغوط الخارجية فيأتي الطلاب المٌعنّفون من قبل الأهل والمجتمع المحيط بهم إلى المدرسة ليفرغوا الكبت القائم بسلوكيات عدوانية عنيفة يقابلهم طلاب آخرون يشابهونهم الوضع بسلوكيات مماثلة وبهذه الطريقة تتطور حدة العنف ويزداد انتشارها، كما في داخل المدرسة تأخذ الجماعات ذوات المواقف المتشابه حيال العنف شلل وتحالفات من أجل الانتماء مما يعزز عندهم تلك التوجهات والسلوكيات، فيذكر ( هوربيتس ، 1995) إذا كانت البيئة خارج المدرسة عنيفة فإن المدرسة ستكون عنيفة ".
أسباب تعود إلي المناخ التعليمي أو التربوي للمؤسسة التعليمية:
لأن التخطيط التعليمي و التربوي لم يعد مقتصرا على جانب واحد من العملية التعليمية بل أصبح يعنى بالتربية المستمرة وبالتربية ما قبل المدرسة الابتدائية لأن التخطيط التعليمي والتربوي صار خلال الفترة الأخيرة مرتبط أكثر بالتنمية الشاملة بكل أبعاده ، وبرغم أن المؤسسة التعليمية تشكل نسقاً منفتحاً على المحيط الخارجي أي على أنساق أخرى ( اجتماعية واقتصادية وبيئية ) ، لكن قد تحمل من الأسباب المؤدية لتواجد ظاهرة العنف المدرسي بداخلها ، و تتمثل في عدم وضوح قوانين المؤسسة التعليمية و قواعدها ، و لا يعي فيها الطالب حقوقه أو واجباته[21] ، و ضعف اللوائح المدرسية و كثافة الفصول الدراسية ، طريقة تصميم المؤسسة ، وازدحام الصفوف ، ونقص المرافق الضرورية ، وانعدام الخدمات ، وأسباب تنظيمية غير غياب القوانين واللوائح التنظيمية التي تحكم عمل المؤسسات التعليمية فهناك ضعف التواصل والتعاون بين مجالس أولياء الأمور وإدارة المدرسة ، خاصة إذا كانت المؤسسة التعليمية تقع في منطقة أو حي مهمش أو بعيد عن المنطقة الحضرية مما يوفر جو مساعد في ممارسة العنف . كذلك سوء وعي الطلاب بأهمية القانون الذي يمنع ضرب التلاميذ وكأنه وجد لصالحه فقط .
أسباب تعود إلى المدرسين أنفسهم:
كثرة الغياب في أوساط المعلمين، ونظام الاستبدال بالأساتذة المتغيبين ، مما يفسح المجال إلى الخروج عن النظام في الصف ، أو الغيرة و الحسد ، فالمدرس الذي نشأ فقيرا قد يكون عنيفا ضد طلابه الأغنياء . كذلك عدم اعتبار الطالب أن المعلم شخص مهم بالنسبة له وعدم فاعليته في تشكيل مستقبله بسبب الاعتماد علي المدارس الخاصة .
أسباب تعود للبيئة الطبيعية:
قد يتأثر الإنسان بالظروف البيئية والطبيعة المحيطة كالضوضاء والازدحام والتلوث والظروف المناخية .
نماذج من دراسات العنف المدرسي في مصر
أكدت دراسة حقوقية أجراها «المركز المصري للحق في التعليم» أن المدارس المصرية تعاني من العنف منذ السبعينيات القرن العشرين ، خاصة في الأحياء الفقيرة و القرى والصعيد ، وأنها كانت تمد جماعات العنف الديني برصيد هائل من أعضائها، كما كانت هذه المدارس نفسها مكانًا ملائمًا لحوادث عنف بين الطلبة وعنف موجه لهم من المدرسين.
وأرجعت الدراسة حالات العنف بالمدارس إلي ثمانية أسباب هي : الاعتماد علي التلقين كوسيلة وحيدة لتوصيل المعلومة، ولجوء المدرسين للعقاب البدني ، وإساءة المعاملة للسيطرة علي الطلاب، وضعف الرقابة الحكومية علي التعليم، الذي سمح بالغش الجماعي، وتسريب الامتحانات ، إلي جانب الكثافة العالية للفصول ، وعدم وجود أنشطة مدرسية لقصر مدة اليوم الدراسي ، بسبب عمل المدارس أكثر من فترة في اليوم الواحد.
وأضافت أن المناهج الدراسية من بين هذه الأسباب، حيث تعوق الانفتاح علي الآخر، وقبول أكثر من وجه للحقيقة، كما أنها تمتلئ بدلاً من ذلك بمعلومات مبتورة، تشجع علي التفكير الأحادي واحتقار العلم والمعرفة، وأشارت الدراسة إلي أن ضعف رواتب المعلمين يجعلهم يمارسون العنف ضد الطلاب لإجبارهم علي الدروس الخصوصية.
وكشفت عن وجود حالة من الضعف الشديد في مستوي الخدمة التعليمية، والذي نتج عنه أن 30% من الطلاب بمراحل التعليم ما قبل الجامعي المختلفة في محافظة كفر الشيخ ، رسبوا في اختبار الإملاء ، وهي حالة عامة في جميع المدارس الحكومية، خاصة في مدارس القرى ، والصعيد، والأحياء الفقيرة.
كما أكدت دراسة قدمها المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية :أن 30 % من الطلاب في المدارس تعرضوا للعنف وان 80% من صور العف تقع علي تلميذ أو أخر ، و91% من الطلاب المخالفين يتعرون للعقاب الذي يتسم بالعنف ، ومن بين الأدوات التي يستخدمها الطلاب في العنف " الحزام " في المرتبة الأولي ثم الدبابيس ثم السلاح الأبيض .
وأسباب التحريض علي عنف الطلاب كانت المرتبة الأولي فيها الأسباب الداخلية النابعة من تفكير الطالب ذاته وجاء الأسباب المتعلقة بتحريض الرفاق في المرتبة الثانية ثم تحريض الأسرة والأخوات.
وأن 42% من المدرسين يلجئون إلي العنف لضبط العملية التعليمية ، و 42 % من الأسر تؤمن أن العنف وسيلة للتربية مما يؤكد وجود نوع من التواطؤ بين المدرسة والأسرة لاستعمال العنف.
وفي اتجاه معاكس تماما لما أقرته تلك الدراسة فإن : أحدث الدراسات للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية أكدت أن العنف المدرسي لا يصل إلي مستوي الخطورة أو السلوك النمطي المتكرر الذي يعد سمة من سمات اليوم الدراسي في العالم ، كما أن صور العنف المدرسي لم تتحول إلي الصورة الأشد قسوة كالولايات المتحدة الأمريكية و أشكاله لم تتعد الهزار و الإغاظة والركل والدفع أثناء اللعب ولم تصل للتنظيم والانضمام إلي عصابات منحرفة كما في الشعوب الغربية.
وقد أوصى المؤتمر السنوي الثالث والعشرين لعلم النفس في مصر والخامس عشر العربي للجمعية المصرية للدراسات النفسية بخصوص العنف المدرسي:
1- إتاحة الفرصة للطلاب للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم داخل الفصل الدراسي وداخل المؤسسة التعليمية .
2- تصميم برامج وقائية وعلاجية للعنف المدرسي ، ومتابعة أثرها في تعديل سلوك الطلاب ذوى السلوك العنيف .
3- تشجيع دور الأنشطة الرياضية والترفيهية لاستغلال طاقات الطلاب وانشغالهم بها لمنعهم من المشاحنات والعنف فيما بينهم .
4- تقديم الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لكل من يظهر لديه سلوك عنيف .
5- عقد ندوات تثقيفية بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور والآباء وذلك لمناقشة المشكلات التي تواجههم وكيفية التغلب عليها .
الأمم المتحدة والعنف ضد الطفل:
أولاً : تاريخ الاهتمام العالمي بالأطفال في إطار الأمم المتحدة :
إن الاهتمام بالأطفال وحمايتهم من العنف يتمتع بالشرعية الدولية الحقوقية ، و تعتبر اليونيسيف أشهر هيئة عالمية متخصصة تابعة للأمم المتحدة بدأت الاهتمام العالمي بقضايا الطفولة ، حيث عملت اليونيسيف على حماية حياة الأطفال حول العالم منذ إنشائها عام 1946 ، ومنذ بداياتها كوكالة لإغاثة الأطفال في القارة الأوروبية التي مزقتها سلاسل الحروب بين الدول الأوربية وبعضها البعض ، وقد نمت اليونيسيف لتصبح اليوم القوة الرائدة لمناصرة الأطفال على مستوى العالم أجمع ، وأحد الشركاء الرئيسيين في التنمية ، وتعمل في حوالي 162 بلداً ومنطقة وإقليماً مختلفاً حول العالم .
واسترشاداً بالمعايير والمبادئ الخاصة باتفاقية حقوق الطفل ، فإن اليونيسيف تهدف إلى تهيئة الأوضاع التي تمكن الأطفال من الحياة في سعادة وصحة وكرامة.
ومن أجل الوصول إلى الأطفال بأفضل صورة ممكنة ، فإن اليونيسيف تعمل مع الحكومات ، والمجتمعات المحلية ، ومنظمات المجتمع المدني ، والأسر والأطفال.
ورغبة منها في تحقيق مزيد من التوسيع في نطاق خدماتها ، فإن اليونيسيف كانت واحداً من ستة شركاء مؤسسين للحركة العالمية المعنية بالأطفال ، وهي عبارة عن ائتلاف من المنظمات والأفراد من جميع الأعمار ومن كافة أنحاء العالم ، كرسوا جهودهم لتعزيز حقوق الأطفال وتغيير العالم مع الأطفال ، وقد نشأ عن الحركة حملة " قولوا نعم للأطفال " والتي حثت الجميع في كل مكان على القيام بكل ما يستطيعون فعله من أجل دعم تحقيق عشرة أهداف حاسمة ترمي إلى تحسين حياة الأطفال والمراهقين على مستوى العالم.
وفي عام 1990 ، كانت اليونيسيف المركز المنسق والداعم للقمة العالمية الأولى للطفل ، ذلك الحدث التاريخي الذي تحددت له الأهداف وقطعت بشأنه التعهدات بالإنابة عن الأطفال . وفي 8 مايو 2002 عقدت الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بالطفل لاستعراض الجهود التي بذلها العالم والنجاح الذي تم إحرازه نحو تحقيق أهداف القمة العالمية الأولى ، حيث عملت اليونيسيف مرة أخرى كجهة منسقة لذلك الاجتماع الهام.
و خلال الثمانينات والتسعينات ، قامت اليونيسيف بوضع تدابير بسيطة وفاعلة ، مثلت طوق نجاة للأطفال في العالم النامي ، حين اطلقت ما عرف باسم " ثورة بقاء الطفل "والتي شرعت في تخفيف العبء الثقيل للأمراض التي يمكن الوقاية منها والموت الذي يمكن تجنبه ، بإنقاذ حياة ملايين من الأطفال .
و البرنامج العالمي لتعليم الفتيات ، أحد محاور اهتمام اليونيسيف ، يساعد على تحقيق هدف التعليم ذي الجودة لجميع الأطفال.
وتبقى الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل أبرز ما عملت وتعمل من أجله اليونيسيف ، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاتفاقية عام 1989 ، وقد صادقت عليها 193 دولة ( أي كل دول العالم ) ، مما جعلها الاتفاقية الوحيدة في العالم التي حظيت بهذا الإجماع الفريد من نوعه في التاريخ وتوافق إرادة المجتمع الدولي حول القضية ، منها 13 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وتشكل اتفاقية حقوق الطفل بنوع خاص إطاراً مرجعاً لحقوق الطفل .
تستند الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل على فلسفة ، هي في مقام الروح من الجسد ويطلق عليها ( المبادئ العامة ) .
والمبادئ العامة وهي :
- عدم التمييز - مصلحة الطفل الفضلى - الحق في البقاء والنماء - الحق في المشاركة.
تمثل أفضل إطار معياري لبناء عالم جدير بالأطفال كما يطمح قادة العالم الذين التزموا بالعمل على بنائه في قمتهم الثانية بنيويورك عام 2001 .
فالتمييز يضع الطفل في حلقة مفرغة من الفقر والحرمان والجهل والعزلة والتعرض لانتهاكات حقوق الإنسان ويديمها ، لذلك فإن التمييز ضد الأطفال على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو الجذور الإثنية أو القومية أو الدين أو الإعاقة أو الوضع الاقتصادي أو الموقف السياسي أو الفكري ، هو في مضمونه عنف.
وقد عرفت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل " الطفل " على أنه :
كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة و ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق علية .
ورأت أن العنف ضدهم هو إهمال توفير أفضل بداية ممكنة للرضع ، وهم الشريحة الأضعف ، ورعاية الحوامل والتحصين ضد الأمراض والتغذية والحفز النفسي وتوفير بيئة سليمة وصحية ، وعدم تعزيز تطور ونمو الطفل ، خاصة من خلال اللعب والتسلية والتعليم الأساسي النوعي والمشاركة في الأنشطة المدنية والثقافية والمجتمعية، هو في مضمونه عنف.
كما أن حرمان الأطفال من حقهم في المشاركة بتحديد الأعمال والقرارات التي تؤثر عليهم وفقاً لتطور قدراتهم، وعدم تشجيعهم ودعمهم ليصبحوا أدوات للتغيير، وإتاحة الفرصة لهم ليعبروا عن آرائهم بحرية ويشاركوا الآخرين فيها، ويحصلوا على المعلومات والأفكار وينشرونها ليتمكنوا من بناء مستقبل أفضل، هو في مضمونه عنف.
فالعنف : أي عنف وأي شكل من أشكاله ، هو انتهاك وخرق فاضحين ، بل وتقويض لأسس الاتفاقية ومبادئها العامة.
- فالعنف في مضمونه هو " تمييز" والعنف خرق فاضح لمصلحة الطفل الفضلى والعنف انتهاك صارخ لحق الطفل في البقاء والعنف قمع سافر لحق الطفل في المشاركة.
لذلك، أولت الاتفاقية في أغلب موادها - التي تشكل سلسلة لا يمكن فصل حلقاتها- اهتماماً وعناية خاصة بحماية الطفل من كل صنوف العنف والأذى والإهمال والانتهاك والاعتداء.
جدير بالذكر أن: الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، ليست مواد " قانونية " ،جامدة ، متراصة ، إلى جانب بعضها البعض ، بل هي نهج متكامل ، ولا يمكن فصل مادة عن الأخرى ، فكلهن في الأهمية سواء ، وكلها تسعى من أجل توفير الحماية الكافية للطفل ، في شتى المجالات ، وبالتالي فإن إهمال إحداهن هو إهمال للاتفاقية برمتها ، وبالتالي هو ضرب من ضروب العنف.
الاتفاقية الدولية لحماية الأطفال ومناهضة العنف المدرسي:
جدير بالذكر أن جميع مواد الاتفاقية تدور حول حماية الطفل من العنف المباشر وغير المباشر.
حيث طالبت المادة التاسعة عشر الدول الأطراف في الاتفاقية باتخاذ : جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال ، وإساءة المعاملة أو الاستغلال ، بما في ذلك الإساءة الجنسية ، وهو في رعاية الوالدين أو الوصي القانوني (الأوصياء القانونيين) عليه ، أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته.
مؤكدة في الفقرة الثانية من نفس المادة على ضرورة أن : تشمل هذه التدابير الوقائية، حسب الاقتضاء، إجراءات فعالة لوضع برامج اجتماعية لتوفير الدعم اللازم للطفل ولأولئك الذين يتعهدون الطفل برعايتهم ، وكذلك للأشكال الأخرى من الوقاية ، ولتحديد حالات إساءة معاملة الطفل المذكورة حتى الآن والإبلاغ عنها والإحالة بشأنها والتحقيق فيها ومعالجتها ومتابعتها وكذلك لتدخل القضاء حسب الاقتضاء.
أما المادة السابعة والثلاثون : طالبت الدول الأطراف بكفالة : ألا يتعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة .
وتطالب في الفقرة (ب) من المادة السابقة بألا يحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية ، ويجب أن يجري اعتقال الطفل أو احتجازه أو سجنه وفقا للقانون ولا يجوز ممارسته إلا كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة .
وتطالب المادة التاسعة والثلاثون : جميع الدول الأطراف بأن : تتخذ الدول الأطراف كل التدابير المناسبة لتشجيع التأهيل البدني والنفسي وإعادة الاندماج للطفل الذي يقع ضحية أي شكل من أشكال الإهمال أو الاستغلال أو الإساءة، أو التعذيب أو أي شكل آخر من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة ، أو المنازعات المسلحة. ويجري هذا التأهيل وإعادة الاندماج هذه في بيئة تعزز صحة الطفل ، واحترامه لذاته وكرامته .
المادة الثالثة : تعهد الدول الأطراف بأن تضمن للطفل الحماية والرعاية اللازمتين لرفاهته ، و تكفل الدول الأطراف أن تتقيد المؤسسات والإدارات والمرافق المسئولة عن رعاية أو حماية الأطفال بالمعايير التي وضعتها السلطات المختصة.
المادة السادسة عشر : لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته.
- للطفل حق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس.
المادة الرابعة والعشرون : تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الفعالة والملائمة بغية إلغاء الممارسات التقليدية التي تضر بصحة الأطفال.
المادة الثامنة والعشرون : تتخذ الدول الأطراف كافة التدابير المناسبة لضمان إدارة النظام في المدارس على نحو يتمشى مع كرامة الطفل الإنسانية ويتوافق مع هذه الاتفاقية.
المادة الثانية والثلاثون : تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في حمايته من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطيراً أو أن يمثل إعاقة لتعليم الطفل، أو أن يكون ضاراً بصحة الطفل أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي.
المادة الثالثة والثلاثون : تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة ، بما في ذلك التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتربوية ، لوقاية الأطفال من الاستخدام غير المشروع للمواد المخدرة والمواد المؤثرة على العقل.
المادة الرابعة والثلاثون : تتعهد الدول الأطراف بحماية الطفل من جميع أشكال الاستغلال الجنسي والانتهاك الجنسي.
المادة السادسة والثلاثون : تحمي الدول الأطراف الطفل من سائر أشكال الاستغلال الضارة بأي جانب من جوانب رفاه الطفل.
الإعلان العالمي لبقاء ونماء الطفل:
رغم أن المواد السابق ذكرها قد وردت في الاتفاقية وشغلت مساحة واسعة منها ، إلا أنها لم تحظ بالقدر ذاته من الأولوية ، في الإعلان العالمي لبقاء ونماء الطفل ، الذي شكل الأرضية لخطة العمل التي صدرت عن القمة العالمية الأولى حول الطفولة التي عقدت بنيويورك عام 1990 والتي رسمت دول العالم على هديها خططها الوطنية وحددت لنفسها الأهداف التي ستسعى للوصول إلى تحقيقها بحلول عام 2000 .
تلك الخطة العالمية حددت أهدافاً تمحورت كلها حول الصحة والتعليم ، أي " بقاء ونماء الطفل " ، أي ترجمة للإعلان العالمي سابق الذكر الصادر عن القمة الأولى.
إذ أن إعلان القمة العالمية حول الأطفال وخطة عملها لعام 1990 ، انتهيا إلى سلسلة التزامات وخطط عمل في أكثر من 180 بلداً لتحقيق 27 هدفاً صحياً وتربوياً وتنموياً للأطفال، محدداً وقابلاً للقياس، قبل نهاية العقد، إضافة إلى 13 هدفاً أجمعت البلدان المشاركة على تحقيقها في منتصف العقد.
ثانياً : دراسة الأمم المتحدة لوقف العنف ضد الأطفال:
لقد قامت الأمم المتحدة ممثلة بالأمين العام بإجراء دراسة عن العنف ضد الطفل ، وقد أحيلت الدراسة من الأمين العام للأمم المتحدة إلي الجمعية العامة و أعدها الخبير المستقل المعني " باولو سيرجيو بنهيرو " بقرار الجمعية العامة في الدورة الستون وبالتعاون مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف " ومنظمة الصحة العالمية ، ويقدم التقرير أو الدراسة صورة شاملة للعنف ضد الأطفال داخل الأسرة والمدارس ومؤسسات الرعاية البديلة ومرافق الاحتجاز والأماكن التي يعمل بها الأطفال والمجتمعات المحلية .
وقد أعلنت الأمم المتحدة عن الدراسة في 11 أكتوبر 2006 وهذا هي المرة الأولي التي توفر فيها وثيقة واحدة نظرة عالمية شاملة علي مدي العنف المرتكب بحق الأطفال وحجمه ، و أكدت علي أنه لا يزال هناك قدر كبير من العنف الموجه ضد الأطفال يمارس في الخفاء ويحظي بموافقة المجتمع.
وتركز الدراسة علي 5 بيئات يمارس فهل العنف ضد الأطفال ( البيت – الأسرة – المدارس و البيئات التعليمية – مؤسسات الرعاية والمؤسسات القضائية - أماكن العمل والمجتمع المحلي)
وبخصوص العنف في المدارس والأوساط التعليمية أوضحت الدراسة أن:
للمدارس دور هام في حماية الأطفال ضد العنف نظرا لقضاء الأطفال قدرا كبيرا من الوقت تحت رعاية القائمين علي المدرسة ويفترض في الأخيرين كمشرفين علي العمل في الأوساط التعليمية أن يكونوا راشدين ومن واجبهم أن يهيئوا بيئة أمنة تدعم وتعزز كرامة الأطفال ونماءهم .
لكن يتعرض الأطفال كثيرا للعنف داخل تلك الأوساط وقد يتعلمون العنف ، وتعلي الدراسة في هذا الصدد من التغطيات الإعلامية لحوادث التطرف و إطلاق النار علي الأطفال في المدارس واختطافهم ، لكن تعتبر إمكانية تعرض الأطفال للعنف المسبب للموت أو الأذى الجسيم في المدارس أقل من إمكانية تعرضهم له في منازلهم أو مجتمعهم الأعم .
وقد كانت أهم نتائج الدراسة متمثلة في الآتي:
من نتائج الدراسة أن العنف ضد الأطفال يمارس في كل مكان ، وفي أي بلد أو مجتمع أو فئة اجتماعية ، وأظهرت أن العنف المفرط ضد الأطفال يتصدر عناوين الصحف ، إلا أن الأطفال يقولون إن أعمال العنف والإيذاء اليومية الصغيرة المتكررة تؤذيهم أيضاً. و بينما تظل بعض أعمال العنف غير متوقعة ومعزولة ، فإن العنف ضد الأطفال غالبا ما يمارس من قبل أفراد يعرفونهم ويثقون بهم ، كالآباء والأمهات أو الأصدقاء أو الصديقات أو الأزواج أو زملاء الدراسة أو المدرسين.
ومن أشكال العنف ضد الأطفال العنف الجسدي والعنف النفسي مثل عبارات الشتم و الإهانة والتمييز والإهمال و سوء المعاملة ، ومع أن الانعكاسات قد تتفاوت وفقاً لطبيعة العنف وشدته ، تكون العواقب على الأطفال والمجتمع ككل في معظم الأحيان خطيرة وضارة.
موقف وزارة التربية والتعليم من العنف المدرسي:
تحاول سياسة وزارة التربية والتعليم في مصر- نظريا - العمل علي تحقيق نوع من الالتزام بجميع القرارات التي اتخذت من أجل استقرار العملية التعليمية عامة وضرورة متابعتها وذلك من خلال:
- دور المتابعة من جميع المسئولين من حيث الإشراف علي الأنشطة وكذلك بحث الحالات الخاصة التي تحول دون الانتظام من خلال الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والتنسيق مع مديريات الصحة ، مع ضرورة الاستغلال الأمثل لجميع إمكانيات المدارس المختلفة بالتعاون مع مجالس الأمناء والآباء من معامل ومحاضرات وتجارب معملية واستغلال موقع الوزارة والفصول الاعتبارية محاولة منها لإعادة دور المدرسة الفعالة والجاذبة و حتى يدرك كلاً من ولي الأمر و الطالب مدي فائدة الانتظام.
- ممارسة الأنشطة من خلال إقامة المسابقات وضرورة متابعتها من قبل مديري العموم والإدارات وإيجاد الحافز الأدبي والمادي لتلك المسابقات والاستعداد لإقامة المعارض السنوية وكذلك المسابقات[22] ، بجانب استغلال الأنشطة المختلفة كالإذاعة المدرسية والندوات والتربية الفنية في توعية الطلاب ونبذ العنف بمختلف أنواعه وكذلك استخدام الأسلوب التربوي والتوجيه والإرشاد لمعالجة أي مظاهر للعنف وتنمية قدرات الطلاب علي تقبل المفاهيم الأساسية في سلوك الإنسان كالتسامح والمحبة والتعاون وتقبل الرأي الآخر ودوره كمواطن له حق المواطنة ومشاركته في التنمية وتبصيرهم بمدي نشر الأمن والسلام الاجتماعي [23].
- دور المؤسسة التعليمية هام في التصدي للعنف بكل صوره وهو ما تركز عليه الخطة الإستراتيجية للتعليم لإعداد جيل قادر علي تحمل مسئوليته تجاه وطنه والتصدي بأساليب حضارية لكل مظاهر العنف والسلبية.
كما أن القرار الوزاري رقم 234 المنظم لمجلس الأمناء يعطي لمدير المدرسة صفة المدير التنفيذي لمجلس الأمناء وعلي مدير المدرسة أن يدعو المجلس فوراً للانعقاد في حالة حدوث أي حالات عنف داخل وخارج المدرسة.
ويتلخص رد الوزارة علي شكاوي أولياء الأمور والمنظمات الأهلية من تعرض الطلاب للعنف البدني والنفسي : أن العقاب البدني للتلاميذ غير وارد في المعاملة التعليمية ويقتصر فقط علي العقاب الصحيح وهو العقاب المؤسسي الذي يبدأ باستدعاء ولي الأمر التلميذ إذا ما ارتكب خطأ ما أو فصله ليوم واحد أو فصله نهائياً أو إشعار الطالب بالتجاهل لأن العقاب جزء من التربية.
لكن ما يستثير التعجب والاستغراب ويؤكد على وجود حالات عنف داخل المدرس أنه في أعقاب تعدى مدرس ابتدائي بالضرب على 15 تلميذا وتلميذة بمدرسة " عزبة تومة الابتدائية " التابعة لإدارة شرق المحلة الكبرى التعليمية ، و بعد الحكم في قضية الطفل إسلام عمر بدأت الوزارة نفسها إعداد إستراتيجية لمكافحة العنف في المدارس و الإعلان عن ميثاق لسلوك المدرسين ومكافحة العنف داخل المدارس[24].
وقد عمدت الوزارة مؤخرا بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية وهيئات أجنبية مثل " هيئة إنقاذ الطفولة " الى صياغة وثيقتين بخصوص حماية الطفل على أن تشارك في وضع بنودها كل أطراف العملية التعليمية ، وتشمل معايير يتم وضعها وفقا لظروف كل مديرية تعليمية ، وأن تكون في متناول كل عضو من أعضاء المدرسة كل ذلك بهدف حماية طلاب المدارس من الممارسات السلبية البدنية والنفسية وتعملان علي تعظيم التهذيب الايجابي و إعادة السلام إلي المدارس وتفعل القانون رقم 591 لسنة 1998 والذي[25] يحظر وقوع أحداث عنف بالمدارس بناء علي منع الضرب كعقاب بدني للتلاميذ :الوثيقة الأولي بعنوان " وثيقة حماية الطفل " تتعلق بحقوق التلاميذ في المدرسة ومعاملتهم معاملة حسنة وتوفير الشرح الجيد وعدم إجبارهم علي أخذ دروس خصوصية في إحدى المواد الدراسية ، وإذا ارتكب أخطاء يعاقب بغير العقاب البدني وأن تناسب درج العقاب مع الخطأ .
والوثيقة الثانية : " وثيقة مدونة السلوك " تتضمن بنود بالجزاءات الموقعة علي من يخالف ما ورد بالوثيقة الأولي من حقوق وواجبات سواء التلميذ أو المدرس ، علي أن تقرهما الوزارة بمجرد الانتهاء منهما لتوزعا علي مدارس الجمهورية المختلفة وتدريب المدرسين و كل العاملين بالعملية التعليمية على تنفيذ بنود الوثيقة .
وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إضافة بند جديد في عقود المدرسين بنص علي اعتبار الإيذاء البدني مخالفة جسيمة توجب فسخ العقد وإلزام جميع المدرسين المرشحين للتعاقد بحضور دورة تدريبية قبل استلامهم العمل بناء علي توصيات لجنة متابعة مكتب الوزير التي تضمنت تعظيم دور الأخصائي النفسي والاجتماعي والتشديد علي الإدارات التعليمية في التصدي بحزم.
كما سيكون للوثيقتين دور في تقييم أداء التلميذ والمعلم على حد سواء حيث تطبيق نظام أو منظومة التقويم الشامل سينظر إلى شخصية التلميذ من كل الجوانب ، فهذه المنظومة وفق رأي وزارة التربية والتعليم ليست غاية في ذاتها بقدر ما هي وسيلة لتحقيق غايات عديدة ، من أهمها تحسين العملية التعليمية ، وتحقيق جودتها، حيث تنقل المتعلم من إطار التعليم التقليدي المعتمد على الحفظ والتلقين إلى التقويم الذي يحقق قدرا كبيرا من التعلم الإيجابي النشط. إذ يشمل المفهوم الحديث للتقويم إلى جانب الامتحانات والاختبارات قياس كل جوانب شخصية المتعلم، بما يسهم في تقديمه للمجتمع إنسانا متوازنا قادرا على التعامل مع متطلبات المجتمع بكفاءة عالية، متمكنا من مواجهة التحديات والمشكلات ببصيرة نافذة ، ومن ثم يتطلب الأمر تضافر كل الجهود، من المجتمع والمدرسة والأسرة للعمل معا بروح الفريق لتهيئة المناخ المناسب لإنجاح المنظومة وتحقيق أهدافها المنشودة.
ويرى البعض أن نظام كادر المعلمين الجديد سيقلل من اعتداءات المدرسين على التلاميذ ، حيث يشترط الكادر حصول المعلم على دراسة تربوية ومؤهل جامعي يفيدان إجادته لعمله ، كما أن العمل بنظام المكافأة سيتوقف ، ولن يعمل بالمدارس إلا المتعاقد كمدرسين مساعدين ، والذين سيتم تعيينهم بعد تدريبهم بأكاديمية المعلمين [26].
وعلي عكس ما سبق من رؤية رسمية ، هناك رأي أخر يؤكد علي عدم صحة ما سبق وعلي سلبية العملية التعليمة في مصر وأنها تسير من سيء إلي أسوء وأن كادر المعلمين الجدي لن يعمل علي تحسينها بل يزرع بذور العنف داخل المدارس حيث توجد حالة من الاحتقان بين صفوف المعلمين بسبب إحساس المعلمين الذين حرمتهم الوزارة بمباركة نقابة المهن التعليمية من حقهم في بدل الاعتماد الذي يمنحه لهم القانون 155 لسنة 2007 بسبب إما عدم دخولهم الاختبارات أو بسبب رسوبهم في هذه الاختبارات وإحساسهم بالظلم مما زاد من معدلات الإحباط لدي هؤلاء المعلمين والمدرسين و زيادة معدلات ودرجة العنف المدرسي و امتداد مظاهر العنف إلي العنف بين المعلمين بعضهم البعض ، في مقابل إحساس المدرسين الذين بدءوا صرف بدل الاعتماد الذي أطلق عليه بعضهم بدل الطاعة العمياء والبعض الآخر بدل الإهانة و اتجاه المعلمين إلي تعويض الفروق في الأجور عبر الدروس الخصوصية مما سيزيد من معدلات العنف[27].
نماذج لوقائع العنف المدرسي في المجتمع المصري والمنشورة علي صفحات الجرائد المصرية:
شهد المجتمع المصري خلال الفترة الأخيرة ( يناير وفبراير ومارس 2009 ) عدد من الوقائع التي تثبت تزايد معدلات العنف المدرسي علماً بأن عدد كبير من الوقائع يحمل أكثر من صورة للعنف المدرسي بعض الطلاب يعتدون علي بعضهم البعض وفي نفس الوقت هؤلاء الطلاب يعتدون علي المدرسين ، ووفق بعض الآراء فإن الوقائع التي تنشر بالجرائد والصحف المختلفة ما هي إلا 10 % فقط من الوقائع الحقيقية ، بمعني أن هناك من الوقائع البشعة أضعاف مما لم يتثني لوسائل الإعلام أن ترصده إما لعدم إتاحة الفرصة للصحافة بنقل الموضوع عن الواقعة أو عدم قيام المدرسة بتسجيل وتوثيق واقعة العنف داخل المدرسة أو عدم الإعلان من قبل القائمين علي المدرسة عن الواقعة .
أولاً : عنف المدرسين ضد الطلاب :
قام المدرس ( ف . م ) مدرس اللغة العربية بمدرسة مبارك التجريبية بمدينة نصر بتشويه وجه التلميذ إسلام جمال الذكيري وأصابه بعاهة مستديمة بإلقاء براد الماء المغلي علي وجه التلميذ وهو تلميذ بالصف الثاني الإعدادي ، في تصرف غير أنساني من شخص تجرد من ادني مشاعر الإنسانية وكان ذلك يوم الخميس 26 مارس 2009 حينما طلب المدرس من التلميذ توصيل بعض الكراسات لأحد الأساتذة بغرفة اللغة العربية وهناك حدثت الواقعة وقد أصيب التلميذ بحروق من الدرجة الثانية وفق تقرير مستشفي هيليوبوليس ، وقد تقرر إحالته للنيابة بجانب العاملين بالمدرسة لإخفائهم الواقعة .
قام مدير مدرسة الشهيد احمد سيف الإسلام بشتي الإعدادية بالتلفظ بألفاظ خادشة للحياء العام داخل المدرسة علي احدي الطالبات ( أية . م . م ) عندما اشتكت له من تحرش عدد من الشباب بها خارج المدرسة ، وهي طالبة بالصف الثالث الإعدادي بالمدرسة ، فتقدم الأب بشكوى لمحافظ الغربية ووكيل مديرة التربية والتعليم بزفتي ليقرر المحافظ تشكيل لجنة تبين من معاينتها للمدرسة أن المدرسة بدون سور خارجي يحمي الطلاب بها ويسهل دخول الغرباء إلي المدرسة للتحرش بالفتيات.
وفي بورسعيد قررت المحكمة الجنائية حبس وكيل مدرسة ابتدائية ثلاث سنوات لقيامه بهتك عرض تلميذة بالمدرسة عمرها 11 عاماً .
تعدي مدرس علي طالبين نجلي موظفة ، مما أدي لنشوب مشاجرة بين الموظف وشقيقته الموظفة ووكيل المعهد داخل المعهد الأزهري الإعدادي الثانوي بنين بدائرة قسم ثان سوهاج أصيب فيها وكيل المعهد و 3 آخرون بسحجات وكدمات.
أوائل شهر مارس 2009 ، عثرت مباحث المنيا علي جثة تلميذة بالصف الثالث الابتدائي داخل احد الفصول بمدرسة بني غني بمركز سمالوط و بها إصابات وقرطها الذهبي منزوع من أذنها .
قامت مدرسة في أحد المدارس التابعة لإدارة زفتي التعليمية بمحافظة الغربية ، بالإصرار علي طرد أحد التلاميذ " 9 سنوات بالصف الثالث الابتدائي من الفصل ، مما جعله يفر هاربا مسرعا رعبا حتى صدمته سيارة مسرعة علي الطريق وادعت المدرسة منكرة أنه لم يحضر للمدرسة وسجلت غيابه حتى تتهرب من المسئولية في الوقت الذي شهد زملاؤه بالفصل بأنه كان موجود حتى الحصة الثالثة.
قام مدرس رياضيات بمدرسة الشهداء بالسويس بضرب تلميذ ( 10 سنوات) علي انفه بواسطة ماسورة مياه لمعاقبته علي عدم حل مسألة حسابية وسبه وأهانته أمام زملائه مما تسبب في حدوث نزيف للطالب وتورم الأنف في يوم 25 فبراير 2008 ، والزائرة الصحية لم تقم بعمل ا إسعافات أولية للطالب لوقف النزيف وكذلك ناظر المدرسة ولم يتخذ أي إجراء ضد المدرس واكتفي بإرسال الطالب إلي منزله قبل انتهاء اليوم الدراسي واثبت التقرير الطبي وجود كدمات وتورم بالأنف ونزيف حاد، وتم القبض علي المدرس وحكمت عليه محكمة جنح الأربعين بمعاقبته بالحبس 6 أشهر مع النفاذ وغرامة مالية 500 جنيه .
في قرية تطون بمحافظة الفيوم أسقطت نقابة المعلمين عضوية مدرس اجبر تلاميذه علي التجرد من ملابسهم والوقوف عرايا في فناء المدرسة .
وحول وفاة التلميذ إسلام عمر بدر بداخل مدرسته " عمر بن الخطاب الابتدائية " بالإسكندرية بعد أن ركله مدرسه ، قرر مكتب الوزير يسري الجمل للمتابعة نقل مديرة المدرسة ومسئول الأمن و الوكيل والمسئولين عن الإشراف إلي الإدارة التعليمية وأماكن أخري .
هذا وقد تم في حكم المحكمة على المدرس المعتدي استخدام المادة الأولي من القانون 126 لسنة 2008 المعدل للمادة 116 لقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 بإضافة عبارة " كون المجني عليه طفلاً لتؤدي إلي مضاعفة العقوبة من ثلاث سنوات إلي ست سنوات "
في مصر الجديدة بالقاهرة اعتدي مدرس علي تلميذ بالصف الثاني الإعدادي بالضرب لرغبته في الذهاب لدورة المياه .
واقعة أخري بنفس المنطقة " مصر الجديدة " تم تحويل معلمة للعمل كإدارية بعد أن داست علي طفل في المرحلة الابتدائية .
اعتدي مدير مدرسة بمنطقة الشيخ بالمنيا علي طالب بيد مكنسة كهربائية لرفضه اخذ دروس خصوصية .
مدرس بمنطقة حلوان في جنوب القاهرة اعتدي علي طالب بالضرب فأصابه في وجهه بجروح كما اعتدي علي أمه حينما حاولت للاستفسار حول المشكلة .
مدرس بمدرسة الكعابي الابتدائية بالفيوم طارد زميلته مدرسة اللغة الانجليزية في الشارع بمساعدة بعض التلاميذ .
أرسلت إدارة غرب المنصورة التعليمية مذكرة توضيحية إلي وكيل وزارة التربية والتعليم في الدقهلية للردعلي تقرير مدير إدارة التعليم الثانوي بالمديرية جاء فيها أن مدرسي التربية الرياضية لمدرسة المنصورة الثانوية بنين يعتدون علي الطلاب بخراطيم الكهرباء كوسيلة لضبط العمل بالمدرسة ، وشاهدت نازلي الشربيني مدير إدارة التعليم الثانوي أثناء زيارتها الإشرافية للمدرسة هذا وتعرضت للسب والاستفزاز من جانب مدرس قام بالفعل ذاته ورفض نصيحتها بالامتناع عن ضرب التلاميذ تنفيذا لقرار وزارة رقم 591 لسنة 1998، فحررت مذكرة بالواقعة وحضر احد محققي الإدارة للاستماع لكن لم يأت أحد وجاء رد وكيل الوزارة بان استخدام العنف ضد الطلاب ضرورة لضبط العملية التعليمية ، وحرر المدرس محضر بالنيابة الإدارية ضد السيدة نازلي ليحمي نفسه من المسئولية.
مدرسة صلاح الدين الابتدائية في بهتيم قام مدرس رياضيات بالاعتداء علي تلميذ " مصطفي " 9 سنوات بالصف الثاني الابتدائي بالأيدي والعصي فأصابه بكدمات وتورم القدم لقيامه بمده علي قدمه بسبب عدم معرفته إجابة السؤال.
القي الطالب بالصف الثاني الإعدادي بنفسه من نافذة الفصل بالطابق الثاني في مدرسة " كامل مرسي بسوهاج " هروبا من عقاب مدرس اللغة العربية الذي صفعه علي وجهه بعد وصفه بالمشاغب و أصيب بكسور وكدمات بعد سقوطه علي فناء المدرسة ونقل لمستشفي سوهاج الجامعي وسلم المدرس نفسه لمركز الشرطة " طما ".
مدرس " ا. م. ا" بمدرسة خاصة بالهرم تعدي علي طالب وأصابه بكسر في يده اليمني أثناء اليوم الدراسي.
ثانياً : عنف الطلاب تجاه بعضهم البعض:
تم حبس أحمد . ص 17 سنة طالب بمدرسة ثانوية صناعية بمنطقة القاهرة الجديدة على ذمة التحقيق بسبب قتل زميله مصطفي . م 17 سنة بضربه بسيخ علي رأسه حتى لقي حتفه بعد مشادة بينهما داخل المدرسة.
تعاني مدارس ملوي بمحافظة المنيا من فوضي وبلطجة خاصةً المدرستين الفنية الصناعية والزراعية شرق المدينة ( منطقة الملكية البحرية ) تشهد تلك المدارس بلطجة بين الطلاب لم تتوقف مما يزيد من احتمالات تكاثر التوتر بين عائلات الطلاب وفزع الأهالي بسبب كثرة مشاجرات الطلاب وتعرضهم للطالبات بالتحرش، خاصة وأن هناك شكاوي من بعض أعضاء المجلس الشعبي المحلي لمدينة ملوي تؤكد انعدام الرقابة علي تلك المدارس بجانب انعدام الحالة الأمنية وغياب دور نقطة الأمن المسئولة عن الأمن في تلك المنطقة في تلك المنطقة وعدم تدارك ظاهرة العنف بين الطلاب داخل وخارج المدرسة ، ويؤكد الأخصائيون النفسيون أن سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسر افقدهم الاهتمام بمشكلات الطلاب.
اعتدي طالب بالصف السادس الابتدائي علي زميل له بالمقص وأصابه في وجهه بأحد مدارس المنوفية .
تلميذ بمدرسة بوسط القاهرة خاصة تعرض فيها لاعتداء بشع من زملائه بلا هدف أو مبرر وصوروا المشهد علي التليفون المحمول لوضعه علي الفيس بوك ولم يتحرك أحد من مسئولي المدرسة.
تعرض طالب بمدرسة " ملك ناصف " الابتدائية بمحافظة الشرقية من زملائه الـ 20 من الضعاف في التقدم الدراسي لامتناعه عن " تغشيشهم في الامتحان " في الفصل الدراسي الأول ، حيث اعترضوا طريقه بعد الخروج من المدرسة ورفعوا عليه السنج والمطاوي وتعاركوا معه في مشاجرة أصيب فيها بعض التلاميذ بجروح سطحية ، وقد تشكلت لجنة من مديرة التربية والتعليم للتحقيق انتهت إلي أن الحادث وقع خارج نطاق سور المدرسة وهذا ليس من مسئولية الوزارة ، رغم أن احد مدرسات المدرسة أخرجت عدد من التلاميذ في الفصل وبيدهم مطاوي في واقعة هي الأولي من نوعها أن يكون داخل المدرسة آلات حادة.
تعرض طالب متفوق بمدرسة صناعية بشبين القناطر للاغتصاب داخل المدرسة من زملائه تحت تهديد السلاح الأبيض مرتين و رفض المدير الاعتراف بذلك لامه وما فعله سوي نصح الأم بتحويل الابن بنظام المنازل.
في مدينة السلام تعرض طفل لاعتداء من زميلين يكبرانه بعام.
مدرسة السادات الإعدادية بكفر الشيخ شهدت واقعة إقدام مدرس علي ضرب أحد التلاميذ بالصف الأول الإعدادي باليد والقدم لتنقله داخل الفصل أثناء الشرح بالفصل وأصيب التلميذ باشتباه في كسر بالضلوع وخدوش بالجسد ، لكن أنكر المدرس ما نسب إليه من ضرب التلميذ.
والد تلميذة بقنا طالب وزير التعليم بنصف مليون جنية تعويضاً لتعرض ابنته لسرقة داخل المدرسة.
ثالثاً: عنف الطلاب تجاه المدرسين:
مدرس بحي مصر القديمة اتهم طالبين بإحداث ضرر بسيارته وإحراقها لأنه انذرهما بالفصل.
مدير مدرسة أبو بكر الابتدائية بقنا أصيب بحرج في رأسه خلال فضه لمشاجرة بين مجموعة من الطلاب الست.
في مدرسة التجريبية للغات ببورسعيد تم فصل 6 طلاب بالصف الثاني الثانوي لقيامهم بضرب مدرس داخل الفصل ، وسبق أن اعتدوا علي بعض زملائهم باستخدام صاعق كهربائي وتدخلت لجنة الأمن بالمجلس المحلي الشعبي للمحافظة للتصالح مع أولياء أمور الطبلة المصابين ، ولكن محاولات الصلح فشلت وقام أولياء أمور 83 طالب برفع مذكرة لوكيل الوزارة ضد إدارة المدرسة التي تجاهلت اتخاذ موقف حاسم ضد الطلاب الستة المشاغبين من بداية العام الدراسي ومداومتهم الاعتداء علي الطلاب بالصف الأول والثاني بالمطاوي والسيوف والآلات الحادة و أكياس المياه والمفرقعات وعلي المدرسين المنتدبين من الجامعات ، وأخرها الاعتداء علي " رفعت عبد الباقي احمد " من كلية التربية بجامعة قناة السويس وأصابوه إصابات بالغة بالوجه والكفين ، لكن قرر مجلس الإدارة بالمدرسة ومجلس الأمناء فصلهم بالإجماع.
رابعاً : عنف الطلاب تجاه العناصر المادية في المدرسة :
تعرضت مدرسة الدويك الإعدادية بمدينة سوهاج إلي حريق هائل بكنترول المدرسة نتج عنه حرق أوراق إجابة 5 مواد كاملة بالصف الأول الإعدادي والثاني وتم توجيه الاتهام الاشتباه في 3 تلاميذ بالمدرسة وتم حبسهم علي ذمة التحقيق.
خامساً : عنف المدرسين تجاه بعضهم البعض :
مدرسة 6 أكتوبر الإعدادية بإدارة الفشن التعليمية شهدت واقعة أمام طلاب ومدرسي المدرسة حيث قام احمد محمد وهدان وكيل وزارة التربية والتعليم ببني سويف أثناء مروره علي لجان مدارس الإدارة وتواجده بالمدرسة هذه تحديدا لمتابعة امتحانات النقل لاحظ عدم وجود " محمد سيف 58 سنة " مدير المدرسة أثناء الامتحانات ، قام الوكيل بإحالته للتحقيق وقام بإهانته أمام المدرسين والعاملين بالمدرسة سقط خلالها مدير المدرسة مغشيا عليه إثر جلطة دماغية بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية وكان يعاني من مرض السكر ، وقد فر علي إثرها الوكيل هاربا بسيارته إلي بني سويف دون أن يبادر بنقله إلي أقرب مستشفي بسيارته .
اتهمت مدرسة بالإسكندرية 5 مدرسين بينهم زوجها المدرس باغتصابها جماعيا بهدف الانتقام منها بسبب إصرارها علي عدم العودة لزوجها الذي انفصلت عنه منذ عامين دون طلاق رسمي.
قام السيد الكحكي مدرس بمدرسة ناصر الإعدادية بنات ببورسعيد بضرب وسب مديرة المدرسة وأحدث بها إصابات بالغة في الرأس وكسر أحد ضلوعها عل خلفية توقيع المديرة جزاء عليه بخصم 3 أيام من راتبه لتحرشه بأحد الطالبات ، وقرر مدير الأمن بإدارة شمال بورسعيد إبعاده عن التدريس ونقله لأعمال إدارية.
تعدت مدرسة علي مديرة مدرسة ببورسعيد الابتدائية بعد صدور حكم المحكمة التأديبية بوقفها عن العمل 3 شهور لتكرارها إعطاء الدروس الخصوصية .
التغطية الصحفية لقضايا العنف المدرسي
خلال شهور ( يناير – فبراير – مارس 2009 )
عينة الجرائد المصرية:
نستند في هذا التقرير علي رصد وتحليل قضايا العنف المدرسي وفق ما جاء في عينة محددة من الصحف المصرية علي النحو التالي بيانه :
صحف يومية خاصة (البديل- المصري اليوم - نهضة مصر) .
يومية قومية (الأهرام – روزاليوسف) .
يومية حزبية ( الوفد) .
أسبوعية مستقلة ( الأسبوع ) .
أسبوعية حزبية (الأهالي - الوطني اليوم ) .
الجريدة عدد النقاط النسبة المئوية المركز
روزاليوسف 118 30% الأول
الأهرام 71 18% الثاني
البديل 56 15% الثالث
نهضة مصر 54 14% الرابع
الوفد 39 10% الخامس
المصري اليوم 35 8% السادس
الوطني اليوم 11 3% السابع
الأهالي 8 2.00% الثامن
الأسبوع 3 0.80% التاسع
الإجمالي 395 100%
أولا: جريدة روزاليوسف :
احتلت المركز الأول من بين صحف العينة بنسبة 30% من مجمل التغطيات الصحفية لقضايا العنف المدرسي خلال شهور يناير وفبراير ومارس 2009 ، وقد نشرت تغطيتها للقضية علي الصفحات ( 1- 2- 3- 6- 7- 8- 9- 10- 14- 18- 20 ) ، وعلي الأقسام (الأولي ، شئون مصرية ، الرأي ، انفراد ، تحقيقات ، متابعات برلمانية - بين أيديك ) ، وقد استخدمت مساحات واسعة ما بين ربع الصفحة ونصفها والصفحة الكاملة ، ومستخدمة صور ملونة وغير وملونة لشخصيات رسمية كوزير التربية والتعليم وأعضاء من المجلس الوزاري وصور لأعداد من الطلاب ... إلخ .
وكانت الجريدة معارضة لوقائع العنف المدرسي واعتبرته تعبير علي استمرارا المهازل التي ترتكب في المدارس والإهمال الموجود في بعض المدارس المصرية وعمدت الجريدة إلي نشر وقائع العنف المدرسي المختلفة علي أماكن بارزة من الصفحة ، لكن الجريدة تري أن هذه الوقائع تسارعت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة ولم تكن بمثل هذه الصورة فيما مضي ، ولم تختلف وجهة نظر الجريدة عن وجهة نظر وزير التربية والتعليم في كون العنف الذي يمارس علي الأطفال يمارس في البيت أكثر من المدارس ، ولم يغب عن الجريدة التركيز الشديد علي جهود وزارة التربية والعليم في إقامة ملامح الهيكل الجديد لمنظومة التربية والتعليم و إصلاح العملية التعليمية وأهم خطط الوزارة من أجل مواجهة العنف المدرسي و وتفعيل اللامركزية في التعليم ، تدعيم الأنشطة داخل المدارس من أجل مكافحة العنف المدرسي ، كما عمدت الجريدة إلي نشر وجهات نظر الخبراء حول أساليب التعلم الحديث سواء في صورة تحقيقات علي صفحات الجريدة أو تغطية لأهم توصيات مؤتمرات وندوات ناقشت مكافحة العنف ضد الأطفال ، كذلك نشرت أهم ما جري داخل البرلمان المصري " مجلس الشعب تحديدا " لمسائلة الحكومة حول تنامي ظاهرة العنف المدرسي.
لكن ارتأت بعض الآراء الواردة علي صفحات الجريدة أن مواجهة العنف المدرسي مسئولية جماعية للمجتمع ككل علي أن تتضمن القيام بإعادة التأهيل التربوي للمدرس - احتياج الأطفال لأشكال جديدة من أساليب التربية الحديثة المعاصرة ، فوزارة التربية والتعليم وحدها لا تتكفل لمحاربة العنف في المدارس .
وقد رأي د. هاني لبيب أن هناك مستويين في الحديث حول العنف المدرسي : الأول حول الطالب : المعاملات التي يتعرض لها غير إنسانية تتحول إلي تكوين عقلي وفكري له ، وأن الأطفال يتعرضون للضغط المدرسي المفتقد للأبعاد التربوية والنفسية في العملية التعليمة بسبب صعوبة المناهج وعجز المعلم عن توصيلها ، كما لا يحترم الطلاب هيبة المدرس بما يؤكد وجد ظاهرة العفن المدرسي داخل المدارس المصرية ، وهذا الرأي أكد عليه مقال أخر بان فقدان التكافؤ بين التلاميذ مفقود في المدارس المصرية مما يساعد علي مزيد من العنف.
والمستوي الثاني حول المدرس الأب : وما يتعرض له من ضغوط وامتحانات الكادر والمناهج المتطورة الجديدة وتتطلب تبسيط وشرح حتى تصل للطلاب ، كما يتعامل المدرس مع أبناءه بالمنطق الأبوي الذكوري الذي لا يقبل الحوار مما يكرس العنف .
نماذج من تغطية جريدة روزاليوسف للعنف المدرسي:
التاريخ العنوان الصفحة
9/01/2009 مبروك أبو العلمين متهم بنشر العنف المدرسي 18
8/01/2009 بند جديد بعقود المدرسين يفسخ التعاقد في حالة ضرب التلاميذ 3
11/01/2009 مسئول بالتعليم يبرر قتل وضرب المدرسين للتلاميذ بشعورهم بالدونية .. ويحمل وزير المالية المسئولية ! 7
8/01/2009 شكرا .. د . يسرى الجمل 9
6/01/2009 في ندوة مناهضة العنف ضد التلاميذ العقاب أمر ضروري يبدأ بالنظرة وينتهي بالضرب المشروط 20
4/01/2009 عقاب التلاميذ في 2009 نعم للتعليم لا للقتل : الحل بالكتابة و ’’التذنيب’’ 14
4/01/2009 تربية الأطفال ممكن تكون بالفنون 14
5/03/2009 مدرس كسر ضلع الناظرة 1
2/03/2009 فصل 6 طلاب في بورسعيد ضربوا مدرساً و صعقوا زملائهم 1
24/02/2009 المدرس ترك الفصل وسلم نفسه للشرطة ، تلميذ يلقى بنفسه من (شباك الفصل) هرباً من عقاب المدرس 1
15/01/2009 ضرب الأطفال في المنازل 9
4/01/2009 وزارة التربية والتعليم الداخل مفقود والخارج مولود 14
ثانياً : جريدة الأهرام :
احتلت المركز الثاني من بين صحف العينة في تغطية قضايا العنف المدرسي بنسبة 18% ، وقد نشرت أخبارها حول تلك القضايا علي الصفحات الداخلية ( 2-7- 8- 9- 10- 11-12- 13- 19- 23- 22- 24- 37 ) وعلي الأقسام ( الأولي والأولي مكرر ، أخبار محلية ، محافظات ، قضايا وأراء ، يوم جديد ، تحقيقات ، متابعات ) ، وعلي مساحات متنوعة من الصفحة ما بين اقل من ربع الصفحة ونصفها.
واهتمت الجريدة بنشر كل ما يستجد من أمور حول جهود وزارة التربية والتعليم بشان تطوير العملية التعليمة كاملة مثل اعتماد المؤسسات التعليمية لمعايير هيئة ضمان الجودة والمعايير العالمية وتطوير الوزارة ، بجانب نشرها لأهم ما يقع تحت يدها من وقائع عنف مدرسي وتطورات تلك الوقائع ، وجاء أفضل أراء الجريدة التي تلخص في أنه : لم يدرك وزير التربية والتعليم يسري الجمل أن امتحانات الكادر وراء حالة التوتر والاحتقان بين المعلم والتلاميذ كما أنها بعثرت كرامة المعلم وراء حالة ` الغل` التي تجعل المعلم يضرب تلميذه بالشلوت فيقضي علي حياته وهي التي جعلت معلما آخر يعاقب تلاميذه علي طريقة وصفتها الجريدة بأنها " معتقلات جوانتانامو " حيث يوقفهم شبه عرايا وعشرات الحوادث الأخرى التي انفجرت عقب امتحانات الكادر، كما أن المعلم الراسب في امتحانات الكادر فقد ثقته في نفسه وفي وزارته وفي مكانته وأصبح عدوانيا دون أن يدري في حين أن المعلم الناجح في امتحانات الكادر بادر علي الفور إلي زيادة سعر الدرس الخصوصي باعتباره بشهادة الوزارة مؤهلا أكثر من غيره ، كما تضمنت الجريدة مقالاً في بالغ الأهمية في رفض العنف المدرسي وسمي ذلك بحالة " الصد الدراسي " رافضاً بشكل صريح ضرب التلاميذ.
نماذج من التغطية الصحفية لجريدة الأهرام :
التاريخ العنوان الصفحة
14/01/2009 وجهة نظر.... مردودها صفر 11
24/03/2009 النائب العام يأمر بإحالة قاتل تلميذة المنيا إلى الجنايات 22
14/03/2009 مدرسة المشاغبين! 19
6/03/2009 مشاجرة في مدرسة بسبب ضرب مدرس تلميذين 12
28/02/2009 مدرس يحطم ضلوع تلميذ 2
1/03/2009 الكادر والعنف في المدارس 23
2/02/2009 العصفور والجمل !! 13
13/01/2009 مناهضة العنف ضد الأطفال في مؤتمر بالقاهرة 24
3/01/2009 صفعة لطالب وجه سؤالاً لمدرسة 2
3/01/2009 مطبات العام الدراسي 18
4/01/2009 المدارس الخاصة خارج السيطرة 7
28/01/2009 الصد الدراسي ! 11
ثالثاً : جريدة البديل:
احتلت المركز الثالث بنسبة 15% من جملة التغطيات الصحفية خلال الثلاثة أشهر ، وقد نشرت أخبارها حول قضية العنف المدرسي علي الصفحات ( 1- 2- 3- 4- 5- 7- 10- 16 ) ، وعلي الأقسام ( الأولي والأولي مكرر ، حوادث ، رأى ، مصر ، المواطن ) ، وقد نشرت أخبارها حول العنف المدرسي علي مساحات محدودة لم تزد عن ربع الصفحة في أكثر تغطياتها أهمية ، واستخدمت الجريدة في شكل لافت للنظر صوراً لضحايا العنف المدرسي من التلاميذ داخل أماكن رعايتهم بالمستشفيات ، لكن هذا لم يمنع من قيام الجريدة بالتركيز علي وقائع العنف المدرسي داخل المدارس ورصد مستويات من الإهمال والتستر علي العنف ، دون أعطاء الأولوية أو الاهتمام في نشر أخبار عن ما تفعله وزارة التربية والتعليم بشان مكافحة العنف المدرسي ، وقد انفردت الجريدة بنشر واقعة استخدام الخرطوم في ضرب التلاميذ وما أعقبه من ردود أفعال رسمية وحقوقية واضحة .
نماذج من التغطية الصحفية لجريدة البديل :
التاريخ العنوان الصفحة
15/01/2009 والد تلميذة بقنا يطالب وزير التعليم بنصف مليون جنية تعويضاً لتعرض ابنته لسرقة داخل المدرسة 7
18/03/2009 تقرير حقوقي يرصد مقتل 352 طفلاً 5
25/2/2009 والد الطفل إسلام قتيل مدرس ا?سكندرية يطالبون وزير التعليم والمحافظ بـ 5 ملايين جنية 1
24/02/2009 طالبفي مدرسة طهطا ا?عدادية يتهم مدرساً بضربه 2
19/02/2009 موظف يتهم مدرساً بالتعدي على أبنه بعصا لفشله في ا?جابه عن سؤال 7
9/02/2009 ’’التعليم’’ تنفى واقعة الخرطوم أو العنف في ’’المنصورة الثانوية’’ 4
24/01/2009 تلميذا في مدرسة ابتدائية بالشرقية يعتدون على زملائهم بالسنج والمطاوي بسبب عدم تعشيشهم 1
17/01/2009 استخدام الخرطوم في ضرب التلاميذ ضرورة 1
18/01/2009 لجنة من التعليم تحقق فيما نشرته ’’البديل’’ حول استخدام خرطوم في ضرب التلاميذ بالدقهلية 1
رابعاً :جريدة نهضة مصر :
احتلت المركز الرابع بنسبة 14 % من جملة التغطيات الصحفية خلال الثلاثة أشهر ، وقد نشرت أخبارها حول القضية محل الرصد علي الصفحات ( 1- 2- 3- 5- 7 ) ، وعلي الأقسام (محافظات ، مجتمع مدني ، متابعات ) ولم تختلف مساحات النشر لجريدة نهضة مصر عن مستوي مساحات جريدة البديل .
لكن اهتمت الجريدة علي نفس مستوي نشرها لأخبار ووقائع العنف المدرسي إلا أنها لم تنسي أن تنشر علي قدم متساوي أخبار ما تقيمه وزارة التربية والتعليم من مبادرة لتطوير التعليم و إصلاح أوضاعه المزرية ، وكان لافت للنظر تماماً تعمد الجريدة استطلاع راء الشباب حول آمالهم المختلفة ومنها إصلاح التعليم وعودة العلاقة السوية بين المدرس والتلميذ .
نماذج من التغطية الصحفية لجريدة نهضة مصر:
التاريخ العنوان الصفحة
1/01/2009 اعرفوا أسباب كوارث 2008 لو أردتم الإصلاح الحقيقي 8
20\01\2009 بدراوى :التبعية للحكومة أسقطت هيئة جودة التعليم 3
24/03/2009 إحالة قاتل طفلة بني غنى لـ (الجنايات) 1
1/01/2009 مناهج التعليم لم تتطور منذ الاحتلال 3
خامساً : جريدة الوفد :
احتلت المركز الخامس بنسبة 10% من جملة التغطيات الصحفية خلال الثلاثة أشهر ، وقد نشرتها علي الصفحات ( 1- 2- 3- 4- 6- 7- 9- 14- 16 ) وعلي الأقسام ( الأولي والأولي مكرر ، جامعات و مدارس ، برلمانيات ، متاعب الناس ، حوادث وقضايا ، قضايا وأراء ) ، وعلي مساحات محددة وموجزة نشرت تلك الأخبار وقد أفردت منها مساحات للقراء لنشر أراء حول القضية ، ويلاحظ علي التغطية الصحفية الجريدة أنها أفردت قسم خاص بشئون المدارس والجامعات ، استهدف علي صفحاته نشر وقائع كثيرة حول العنف المدرسي المتبادل بين الطلاب والمعلمين وبين بعضهم البعض في توجه معارض تماماً لأوضاع الإهمال وسوء الإدارة داخل المداس المصرية .
نماذج التغطية الصحفية لجريدة الوفد :
التاريخ العنوان الصفحة
26/01/2009 عنفه وكيل وزارة التربية والتعليم ببني سويف على عدم تواجده بالمدرسة :وفاة مدير مدرسة بعد إصابته بجلطة 7
25/01/2009 التعليم وسيلة وليس هدفا 14
24/03/2009 قاتل تلميذة مدرسة بني غنى بالمنيا 6
2/03/2009 والد طالب يقتحم مدرسة بأشمون و يعتدي على طالب 7
سادساً : جريدة المصري اليوم :
احتلت المركز السادس من بين صحف العينة بنسبة 8% وقد نشرت تغطياتها الصحفية لقضية العنف المدرسي علي الصفحات ( 2- 3- 5- 6- 11- 12 ) ، وعلي الأقسام (حوادث وقضايا ، ملف خاص ، أخبار الوطن ) ، لم تركز الصحيفة بشكل واضح علي وقائع محددة للعنف داخل المدارس بقدر ما اهتمت بالاستجوابات البرلمانية لتلك الوقائع وجهود إحلال معايير الجودة داخل المدارس من اجل مكافحة تلك الوقائع ولم تقدم الجريدة رؤى تحليلية واضحة عن القضية اللهم إلا في مقالا أو أخر تحدث عن أمال تحقيقي السلام وعودة المعاملات التربوية السليمة للمدرس بتلاميذه.
نماذج للتغطية الصحفية لجريدة المصري اليوم :
التاريخ العنوان الصفحة
23/01/2009 إصابة مدير مدرسة حاول فض مشاجرة بين"طلابه"في قنا 2
11/01/2009 رئيس حقوق الإنسان بالشعب : اعتداء المدرسين على التلاميذ ((كارثة)) و((التعليم)) ترد : الحوادث فردية 11
22\01\2009 لجنة التعليم في الشورى تطالب بإعادة النظر في قانون هيئة ضمان جودة التعليم 3
19/02/2009 التحقيق مع مدرس (مد) تلميذاً على قدميه 12
سابعاً : جريدة الوطني اليوم :
احتلت المركز السابع بنسبة 3 % من جملة التغطيات الصحفية خلال الثلاثة أشهر ، وجاءت علي الصفحات ( 2- 13 ) والأقسام (محافظات ، تعليم ) و لم تنشر أخبار عن قضايا العنف المدرسي سوي في عددين فقط طوال الثلاثة أشهر ، لكن اقتصرت هذه التغطيات علي النقاط المضيئة فقط ألا وهي جهود السيدة سوزان مبارك من أجل مكافحة العنف المدرسي تطوير 100 مدرسة بالأقصر تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في التعليم بالصعيد ، وذلك بعد النجاح في تطبيق هذه المبادرة في القاهرة والجيزة انطلقت الدعوى في الصعيد وتحديدا في الأقصر لموقعها الجغرافي وتميزها بمقومات سياحية خاصة وسابق اختيارها لتطبيق مبدأ اللامركزية في خطة وزارة التربية و التعليم .
نماذج من التغطية الصحفية لجريدة الوطني اليوم :
التاريخ العنوان الصفحة
13/01/2009 مبادرة السيدة سوزان مبارك أحدثت نقلة نوعية للتعليم 2
13/01/2009 حول زيادة الاهتمام بالخدمات التعليمية 13
13/01/2009 معهد دولي لنشر ثقافة جودة التعليم 13
ثامناً : جريدة الأهالي :
احتلت المركز الثامن من بين صحف العينة حيث حصلت علي نسبة 2% من مجمل التغطيات الصحفية لقضايا العنف المدرسي خلال الثلاثة أشهر ، وقد نشرت أخبارها في هذا الشأن علي الصفحات ( 2- 6- 6- 13 ) وعلي الأقسام متنوعة (باللي مشغول ، ناس من بلدنا ، أخبار وتقارير ، المصري الفصيح ) .
والسبب في تقدم جريدة الوطني اليوم عن جريدة الأهالي هو أن الأخيرة نشرت أخبارا و أراء لقراء عادين فقط رغم أهميته إلا أنها في نطاق إحصاء التغطيات الصحفية للعينة إجمالا جاء الأهالي في مرتبة متأخرة ، وغلبت علي تلك الأخبار انه رصد لوقائع عنف مدرسي فعلية وخبر واحد فقط عن تشريع لتعيين موجهين نفسين في مختلف مؤسسات الدولة كالمدارس للتعامل مع كافة أشكال الاختلالات النفسية التي قد تصيب الإنسان العادي.
التغطية الصحفية لجريدة الأهالي :
التاريخ العنوان الصفحة
21/01/2009 كل هذا العنف من يوقفه!! 2
28\01\2009 حريق بكنترول مدرسة الدويك الإعدادية بطما 13
7/01/2009 لجنة بالشورى تقترح تعيين موجهين نفسيين 6
14/01/2009 تهديد أطفال المدارس الخاصة بحرمانهم من الامتحانات 2
تاسعا : جريدة الأسبوع :
احتلت المركز الأخير بنسبة مقتضبة جداً حيث بلغت اقل من 1% وبالتحديد 8.% وقد نشرت خبراً واحد لم يشر إلي اتجاه محدد للجريدة سوي أنها نقلت نقطة ايجابية في ضمير العملية التعليمة في مصر .
التغطية الصحفية لجريدة الأسبوع :
التاريخ العنوان الصفحة
23/01/2009 تكريم المعلم المثالي 5
مقارنة ما بين المحافظات المصرية وفقاً لعدد وقائع العنف المدرسي:
تفسير الشكل البياني :
لقد تضمنت عينة الصحف المستخدمة في التقرير علي 37 واقعة عنف مدرسي في مختلف محافظات مصر ما بين عنف الطلاب تجاه بعضهم البعض أو عنف المدرسين تجاه بعضهم البعض أو عنف المدرسين تجاه الطلاب أو عنف الطلاب تجاه محتويات المدرسة .
والشكل التالي يبين التباين بين المحافظات المختلفة في وقائع العنف المدرسي كما رصدته الجرائد المصرية ونشرتها علي صفحاتها خلال الثلاث شهور محل الرصد والتحليل وهي شهور ( يناير – فبراير – مارس 2009 ).
يظهر من الشكل السابق ووفقاً لعدد الوقائع " العنف المدرسي " الحادثة بمدارس المحافظات المصرية ، تبين حصول محافظة القاهرة علي أكبر معدلات العنف المدرسي بنسبة 22% من مجمل المحافظات التي وقعت بها حوادث عنف مدرسي خلال الثلاثة أشهر ، لتحتل بذلك المحافظة الأولي التي تتعرض مدارسها لحوادث العنف المدرسي ، ولعل تفسير ذلك يرجع لعوامل كثيرة منها :
قد يكون السبب في الكثافة السكانية العالية لمحافظة القاهرة مقارنة بباقي محافظات مصر بحكم كونها المحافظة العاصمة وتركز غالبية المصالح و الأعمال بها ، مما أدي لازدحام المدارس بها خاصة المدارس الحكومية بأعداد مهولة من التلاميذ يصل أعداد الطلاب في الفصل الواحد ما بين 40- 70 طالب ، مما يثير الاضطرابات والغضب بين أعضاء المدارسة الواحدة وعدم القدرة في السيطرة علي مقاليد الأمور في المدرسة والتحكم في تصرفات الطلاب والمدرسين والقيام بالعملية التعليمية كما يجب أن تكون .
ولعل السبب في وجود محافظة القاهرة في هذا المركز : قرب وسائل الإعلام والصحافة من الأحداث والوقائع داخل المحافظة مما يسهل نقل مختلف الوقائع بمجرد أن تعلم به وسائل الإعلام ، بعكس المحافظات البعيد بشكل أو بأخر عن بؤرة الأحداث أو لقلة المراسلين بالمحافظات البعيدة رغم أن بعض الآراء تقول أن العنف المدرسي يمارس بصورة اكبر في الأماكن البعيدة أو النائية التي يكون احتمالات الرقابة والتفتيش عليها قليلة.
وفي المركز الثاني جاءت محافظة المنيا حيث حصلت علي نسبة 14 % ، وفي المركز الثالث محافظة بور سعيد بنسبة 11% ، وفي المركز الرابع جاءت محافظة سوهاج بنسبة 8% ، وفي المركز الخامس جاءت خمس محافظات هي (الفيوم – الإسكندرية – قنا – الغربية - القليوبية ) بنسب واحدة هي 6% ، وفي المركز السادس و الأخير تساوت محافظات ( الجيزة - كفر الشيخ - بني سويف – الشرقية – الدقهلية – المنوفية – السويس ) بنسبة 3% .
أما بالنسبة لتصنيفات وقائع العنف المدرسي في المدارس المصرية كما جاءت في الفترة الزمنية للرصد :
يبين الشكل التالي تلك التصنيفات :
يتبين من الشكلين السابقين تفوق العنف المدرسي في صورة عنف المدرسين تجاه الطلاب علي باقي أنواع وصور العنف المدرسي حيث وصلت نسبته إلي 51 % من جملة صور العنف ليصبح بذلك أكثر صور العنف المدرسي انتشاراً في المجتمع المصري ، أما في المركز الثاني فجاء عنف الطلاب تجاه بعضهم البعض وصلت إلي 27 % ، وفي المركز الثالث جاء عنف المدرسين تجاه بعضهم البعض بنسبة 11% ، وفي المركز الرابع جاءت صورة عنف الطلاب تجاه المدرسين بنسبة 8 % ، وفي المركز الخامس والأخير جاءت صورة العنف الطلابي تجاه محتويات المدرسة بنسبة 3% .
الخــــــــــاتمة:
رغم انقضاء عام 2008 بأحداثه المؤسفة و الكارثية داخل المدارس المصرية ، لم تسلم طليعة عام 2009 من تكرار المشاهد المأساوية في العقاب ، حيث تعددت وقائع العنف داخل المدارس ما بين اعتداء الطلاب علي المدرسين وعلي زملائهم بالصف أو اعتداء المعلمين علي الطلاب أو الإهمال متعدد الأوجه حتى بلغ الإهمال مداه بالتسبب في مقتل التلاميذ إما داخل المدرسة أو بمجرد الخروج من المدرسة .
ولعل قضية مقتل الطفل إسلام عمر بمدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية بالإسكندرية كانت " القشة التي قسمت ظهر البعير " حيث كانت العامل المحرك للألسنة الإعلامية والصحفية والرأي العام للحديث عن وقائع العنف المدرسي بكافة أشكاله و أنواعه و التي لم يكن ليعلن عنها لولا شحذ الرأي العام المصري بأن العنف في المدارس سار أمرا كارثياً لا يمكن السكوت عنه أو التستر عليه كما كان سابقاً ولعل تلك القضية أدت لتصاعد مستوي الاهتمام بقضية العنف في المدارس ، التي تجسد أحد أهم سلبيات العملية التعليمة في مصر وسوء الإدارة والإهمال بها .
ويرى البعض أن السبب الرئيسي في سوء الأوضاع داخل المدارس المصرية يتمثل في وزارة التربية والتعليم لأنها المسئولة عن تعيين معلمين غير تربويين ( كخريجي معاهد الخدمة الاجتماعية وكليات الآداب وكليات الحقوق والزراعة في محاولة لتقليل معدلات البطالة ) وغير جديرين بقيادة العملية التعليمية والقيام بتربية الأجيال والنشء فبدلاً من تربية الأبناء وتعليمهم فإنه يتم تعذيبهم وتعليمهم سلوكيات العنف.
وقد اختلفت الآراء حول سؤال هل الأزمة الاقتصادية العالمية سيكون لها تأثيراً سلبياً علي الأوضاع التعليمية حيث التأثير في والدخول والرواتب مما يساعد في زيادة معدلات الفقر خاصة في ظل ما قيل بأن ميزانية التعليم انخفضت بمقدار 1.9 مليار جنيه أم أن الموروث الثقافي السلبي هو السبب في التنبؤ باستمرار العنف داخل المدارس علي اعتبار أن العقاب وسيلة من وسائل التربية.
كما ثبت من خلال التقرير تأكيد الطبيعة المزوجة لعوامل العنف المدرسي حيث تنوعت ما بين أسباب ذاتية ( خاصة بعناصر المؤسسة التعليمية ) وأسباب خارجية ( خاصة بالإطار الاقتصادي والاجتماعي المحيط ).
التوصيات:
1- أحد عوامل إعادة العملية التعليمية في مص إلي وضعها المراد و إنهاء حالات العنف المدرسي أن يكون لخريجي كليات التربية الأولوية في التعيين فهم أصحاب التخصص التربوي والتعليمي بالأساس ويفترض فيهم القيام بالعملية التعليمية كما يجب أن تكون.
2- تدني أجور المعلمين وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسر المصرية تسبب في وجود أنماطا من العنف المدرسي ، لذا لابد من الاهتمام بتطوير هياكل الجور لأطراف العملية التعليمية بما يتناسب مع المهام الحيوية الموكولة إليهم .
3- يجب إعادة بناء الهيكل التعليمي من جديد بإقامة إدارات قوية وسليمة و علي درجة عالية من الكفاءة في إدارة المدارس والإدارات التعليمية ، وتعيين مشرفين وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين وزائرين صحيين علي درجة عالية من الكفاءة ، وتدريب وتأهيل أطراف العملية التعليمية على مهارات التوصل الفعال وحل المشكلات والتسامح ونبذ العنف واحتواء الطلاب أصحاب المشكلات الاجتماعية والنفسية والسيطرة على تمردهم .
4-إعادة النظر في المناهج العلمية لتكون أكثر تغزيزا للمبادئ والأخلاقيات الحميدة والنابذة للعنف في نفوس الطلاب .
5- من الأولي بل الأهم لحماية الأطفال من العنف المدرسي تطبيق معايير وشروط الجودة في العملية التعليمية لأن ذلك يضمن عدم وجود إدارة تعليمية فاشلة.
6- أهمية إعادة الاعتبار للأنشطة المدرسية حتى يمكن تفريغ طاقات الطلاب فيها بدلاً من تفريغها في صورة عنف بين بعضهم البعض أو بينهم وبين المدرسين وغيرهم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق