الاثنين، 21 ديسمبر 2009

علاج خجل الطفل بالموسيقى

علاج خجل الطفل بالموسيقى




-لا شيء يحزن القلب أكثر من رؤية طفل خجول غير قادر على التعبير عن نفسه‏، يخاف أن يعبر عن عدم فهمه‏، تنتابه حالات من التردد وعدم الثقة‏، يعتريه احمرار بالوجه ورطوبة باليدين‏ واضطرابات في النطق والذاكرة‏، يتأتأ ويثأثأ في الكلام عندما يخاطب أشخاصا يخشى حكمهم عليه‏.‏


-فأسباب الخجل عند الأطفال كثيرة منها أسباب تعود إلى الوراثة‏,‏ التي تلعب دورا كبيرا في معاناة الأطفال من الخجل‏,‏ فالخجل يولد مع الطفل‏,‏ حيث تنتقل الجينات الوراثية من الوالدين أو الأقارب إلى الجنين‏,‏ كما أن هناك أسبابا تعود إلى المزاج الشخصي للفرد من حيث الإحساس المرهف مع نزعة الانطواء، وأسباب تعود إلى الإعاقة الجسدية أو ضعف في المظهر العام‏.


-كما أن هناك أسبابا لخجل الأطفال‏,‏ يرجع مصدرها إلى علاقة الطفل بمحيط الأسرة‏,‏ وطريقة التربية التي يتبعها الوالدين في مرحلة الطفولة‏,‏ مثل أن ينشأ الطفل في ظل حماية شديدة من ذويه ومحافظة دقيقة فلا يسمح له بإتيان ما يكمل شخصيته أو يجعلها تنمو في استقلالية‏,‏ وهو ما يضعف ثقته بنفسه‏,‏ أيضا طموح الوالدين المفرط بالنسبة لولدهما ومطالبته بما لا يتناسب مع قدراته العقلية قد يصيبه بالفشل فيزيد من إحساسه بالخجل‏,‏ كما أن الافتقار إلى العطف والحنان يؤدي بالطفل إلى نفس النتيجة‏.‏


-ولعلاج الخجل لدى الأطفال يستخدم بعض أهل الاختصاص برنامجا لاستخدام الألعاب الموسيقية في خفض سلوك الخجل‏,‏
- فدراسة السلوك الإنساني وعلاج ما قد يكون فيه من انحرافات عن طريق الموسيقى من القضايا التي اهتم بها علماء الفسيولوجيا والنفس والاجتماع، حيث أكدوا أن هناك حاجة ملحة للدراسة العلمية لكل من السلوك الإنساني والفائدة العلاجية للموسيقي وتفاعل الاثنين معا‏,‏


- فالموسيقي ظاهرة إنسانية فريدة‏,‏ تسهم بدور مهم في التفاعل الاجتماعي,‏ وهذا التفاعل الاجتماعي قاصر لدى مضطربي السلوك والشاعرين دوما بالخجل‏.‏


-ويأتي العلاج الموسيقي ليحرك طاقة الإنسان محققا الاستقلالية,‏ والتمرد من القيود والروتين‏,‏ مع القدرة على التكيف والتوازن والتآلف‏,‏ وتعتبر الألعاب الموسيقية أحد فروع الأنشطة الموسيقية المهمة جدا للطفل الخجول‏,‏ وذلك لما لها من تأثير قوي عليه‏,‏ فالطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يقضي معظم وقته في اللعب‏,‏ وبالتالي فالتعليم عن طريق الألعاب الموسيقية‏,‏ هو شيء مثير ومحبب جدا له‏,‏ فإذا ما نظرنا لتلك الألعاب نجدها مجالا خصبا للتعبير الذاتي والتخلص من الانفعال والتوتر الجسمي‏,‏ وهي تعود الطفل المشاركة مع المجموعة أثناء اللعب مما يعطيه ثقة بالنفس‏,‏ ويمكن عن طريق الألعاب الموسيقية الحركية تنمية قدرة الأطفال على التحكم والتكيف مع البيئة المحيطة‏,‏ كما تعتبر مجالا لا يمكن الاستغناء عنه في تنمية الطفل وجدانيا‏,‏ وعقليا واجتماعيا‏.‏


-وأنواع الألعاب الموسيقية ثلاثة أنواع:


‏1- الألعاب الحرة‏:‏ وتصاحبها عادة موسيقى مرتجلة‏,‏ ويكثر استخدامها مع الأطفال في سن الحضانة‏.‏


2 الألعاب التعبيرية‏:‏ وتهدف إلى إشعار الطفل بجو الموسيقى وتشجعه على التعبير عن ذلك الجو بحركات تمثيلية بالجسم‏,‏ وهي ألعاب تعبيرية تمثيلية تقترن بالأغاني والأناشيد التي يتعلمها الأطفال وتستوحي حركاتها من مضمون كلمات الأغنية‏,‏ أو ألعاب موسيقية تمثيلية خيالية وتقترن بقصة خيالية أو مشهد تمثيلي موسيقي من الحياة المحيطة بالطفل‏.‏


3- الألعاب التطبيقية‏:‏ ويكون الطفل فيها ذا قدرة تمثيلية تقليدية تترك لخياله بشكل مطلق‏,‏ فالأهداف الرئيسية للألعاب الموسيقية تتلخص في مساعدة الطفل على السيطرة العضلية وتماسك وتناسق حركاته‏,‏ وتنمية ذاكرته وإثارة خياله وتنمية قواه السمعية‏,‏ ومنح الطفل مجالا خصبا للتعبير عن ذاته وتعريفه بطاقته الحيوية الزاخرة والتخلص من بعض العيوب النفسية وعلى رأسها الخجل‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق